موضوع: فارغاس ينعش محركات التيربو في كوبا أميركا الأربعاء يوليو 01, 2015 5:37 pm
انطلقت الأفراح التشيلية ليلة الاثنين بمجرد أن أطلق الحكم صافرة النهاية معلنا تأهل منتخب البلاد إلى المباراة النهائية من بطولة كوبا أميركا 2015 لكرة القدم بفضل هدفين من المهاجم إدواردو فارغاس في مرمى البيرو (2-1).
الهدف الثاني كان تحفة فنية، فقد سدد فارغاس الكرة من على بعد 35 يارده لتستقر في الزاوية اليمنى العليا للحارس البيروفي، وبعد الهدف ركض المهاجم القصير القامة في فرحة هسستيرية وكأنه يريد توجيه رسالة غير مباشرة لمنتقديه.
هؤلاء المنتقدين لا يتواجدون في تشيلي حاليا، أبناء بلده يحبونه ويقدرون كل ما قدمه للمنتخب الوطني، فهو الآن متصدر هدافي كوبا أميركا برصيد أربعة أهداف، المنتقدون الذين نتكلم عنهم موجودون في أوروبا، حيث مرت مسيرة فارغاس بتقلبات عديدة منعته من تحقيق النجاح على مستوى الأندية.
الهدفان اللذان سجلهما فارغاس مساء الإثنين ذكّراه بمناسبة أخرى قام خلالها بفعل أمر مشابه على الملعب ذاته قبل حوالي أربعة أعوام، حينها كان مهاجما في صفوف الفريق المحلي يونيفرسيداد دي تشيلي الذي لعب نهائي كأس سود أميركانا أمام كويتو الإكوادوري، فسجل هدفين منحا فريقه اللقب.
هذه المناسبة كانت الأخيرة التي نرى فيها فارغاس متألقا على الصعيد النادوي، حينها لعب تحت قيادة المدرب الحالي للمنتخب التشيلي خورخي سامباولي، وإلى جانبه تواجد في يونيفرسيداد دي تشيلي الدوليون مارسيلو دياز وتشارلز أرانغيز ويوجينو مينا، بلغ فارغاس من العمر آنذاك (22 عاما) وشعر بأن العالم تحت قدميه.
وقبل أشهر من تلك المباراة التاريخية بالنسبة ليونيفرسيداد، سجل المهاجم القناص هدفين في فوز ودي لمنتخب بلاده على اسبانيا (3-2) الأمر الذي مهد لانتقاله في صفقة ضخمة قدرت قيمتها بـ18 مليون دولار أميركي إلى نابولي الإيطالي، الذي ضم حينها لاعبين من طراز عالمي أمثال السلوفاكي ماريك هامسيك والأرجنتيني إيزيكيل لافيتزي والأوروغوياني إدينسون كافاني.
وعند إتمام الصفقة، قال مدرب الفريق الإيطالي الجنوبي والتر ماتزاري: "من النادر أن تحظى كلاعب على كم كبير من القدرات الفنية، وهذا الشاب لديه الجودة، السرعة، اللمسة الأخيرة، الرشاقة، التقنية، لديه كل شيء".
هذه القدرات والإشادات رفعت سقف التوقعات لدى أنصار نابولي، ووصل الأمر إلى قيام موسيقيين محليين بتأليف أغنيتين عن فارغاس قبل أن تنطلق مسيرته في إيطاليا، وأطلق عليه الجمهور اسم "رجل التيربو".
وسرعان ما تبخرت أحلام الجمهور، شارك فارغاس في 10 مباريات فقط في نصف موسمه الأول مع نابولي، ولم يكمل أكثر من 45 دقيقة في كل مباراة، عانى من صعوبات في التأقلم مع احتياجات التألق على الملاعب الإيطالية، ولم يتمكن من حجز مكان أساسي في الفريق بوجود كافاني ولافيتزي، وفي النصف الأول من الموسم التالي، شارك في 9 مباريات فقط بالدوري، نزل بديلا في جميعها، ليتأكد مسؤولو نابولي أن الوقت مايزال مبكرا لمنحه الفرصة رغم تسجيله ثلاثة أهداف في مباراة واحدة أمام أيك سولنا السويدي بمسابقة الدوري الأوروبي، لتتم إعارته طوال العام 2013 إلى غريميو البرازيلي حيث حصل على وقت أكبر لإثبات قدراته.
عاد فاغارس إلى نابولي في فصل الشتاء لكنه أعير فورا إلى فالنسيا الإسباني بعدما تجاهل المدرب الإسباني رفاييل بينيتيز إمكانية الإستفادة منه بوجود الأرجنتيني غونزالو هيغواين والبلجيكي دريس ميرتينس.
مع فالنسيا شارك في 17 مباراة بالدوري الإسباني، أحرز خلالها 3 أهداف فقط، لكنه أنعش مسيرته من خلال المشاركة في نهائيات كأس العالم الصيف الماضي حين شارك في جميع مباريات تشيلي الأربع بالبطولة وسجل هدفا ساهم من خلاله في إقصاء المنتخب الإسباني من الدور الأول.
محطته الأخيرة كانت مع كوينز بارك رينجرز الإنجليزي الموسم الماضي على سبيل الإعارة أيضا، شارك في 21 مباراة أحرز خلالها 4 أهداف فقط ليهبط الفريق إلى الدرجة الثانية، وانتهى موسمه في نيسان/ ابريل الماضي بسبب إصابة كادت أن تحرمه من خوض غمار منافسات كوبا أميركا.
سيشارك فارغاس بالطبع في نهائي كوبا أميركا السبت، ثم سيقضي إجارة قصيرة قبل التوجه إلى نابولي دون أن يعرف وجهته المقبلة، خصوصا وأن المدرب الجديد للفريق ماوريزيو ساري لا يبدو متحمسا لتجربته، وأشارت تقارير صحفية إلى اهتمام عدة أندية ألمانية بخدماته، علما بأنه متعاقد مع نابولي حتى العام 2017.
وإذا صحت هذه التقارير، فإن ألمانيا قد تكون القبلة المناسبة لفارغاس، فالدوري الألماني سبق وأن شهد على تألق التشيلي أرتورو فيدال مع باير ليفركوزن قبل انتقاله إلى يوفنتوس الإيطالي، كما ساهم مارسيلو دياز بشكل حاسم الموسم الماضي في بقاء هامبورغ بين الكبار وعدم هبوطه إلى الدرجة الثانية للمرة الأولى في تاريخه، وإذا انتقل فارغاس فعلا إلى أحد الأندية الألمانية فإنه سيحقق سابقة كروية من خلال مشاركته في مسابقات الدوري الأربع الكبرى في أوروبا إضافة إلى الدوري البرازيلي وذلك قبل أن يتم السادسة والعشرين من عمره.
ويتساءل كثيرون عن السبب وراء عدم قدرة فارغاس على هز الشباك بنفس الطريقة التي يقوم بها مع المنتخب التشيلي، وتلفت الإحصائيات إلى أنه أحرز 22 هدفا في 45 مباراة دولية مقابل 16 هدفا في مسابقات الدوري الأربع الأخيرة التي لعب فيها مع نابولي وغريميو وفالنسيا وكوينز بارك رينجرز.
ربما يكون السر في تألقه مع تشيلي هو المدرب سامباولي الذي اكتشفه في يونيفرسيداد، فمع المنتخب الوطني يظهر بصورة مغايرة تماما، فهو أول من يضغط على حامل الكرة في الفريق الخصم عند فقدانها، كما أنه يخلق الكثير من المساحات الفارغة أمام زميليه أليكسيس سانشيز وخورخي فالديفيا، والهدف الثاني الذي أحرزه في مرمى البيرو يدل على قوة شخصيته وشعوره بالراحة عند استلام الكرة.
أيا كانت الأسباب، فإن كوبا أميركا ستمنح "تيربو مان" فرصة جديدة لإنعاش مسيرته الإحترافية سواء استمر في أوروبا أو غادرها، خصوصا إذا تمكن من زيادة رصيده التهديفي في المباراة النهائية ليتوج هدافا للبطولة.