عالم الهواتف الذكية يمر الأن بمرحلة تغير سريع، حيث تحافظ بعض الشركات على حصتها من أسهم السوق، بينما يخسر البعض مركزه بعد أن كان في يوم من الأيام في القمة، لنلقي نظرة سريعة على مراكز بعض أهم الشركات الموجودة في الأسواق الأن:
أعلنت سامسونج أنها تتجه نحو أرباح قياسية هذا الربع من السنة، حيث تتوقع أن تكسب أرباح تصل إلى 5.9 مليار جنيه استرليني، وهو زيادة بنسبة 25% عن سنة 2012. الأمر الذي ساعد أرباح سامسونج هي مبيعات شرائح الذاكرة، التي زادت بعد أن احترق معمل منافسها شركة SK Hynix ثاني أكبر شركة لتصنيع الشرائح عالميا. ويتوقع المحللون أن الشركة ستحقق أرباح لابأس بها خلال هذا العام و العام القادم.
ويقول المحللون أن مبيعات سامسونج للهواتف الذكية العالية المواصفات تباطأ نوعا ما، حيث قدرو أن مبيعات الشركة للجهاز غالاكسي إس 4 قد نزلت إلى 16 مليون في شهري تموز وأيلول مقارنة مع 20 مليون في أول شهرين من إطلاقه في نيسان الماضي، وسجل أيضا نزولا إضافيا في الربع الأخير إلى 13 مليون، مع ذلك يعتقد المحللون أن سامسونج باعت بين 86 إلة 88 مليون جهاز من هواتفها الذكية في الربع الأخير.
قالت أبل يوم الإثنين أنها تخطط للإعلان عن نتائج الربع الرابع المالية مباشرة بعد إغلاق سوق البورصة في 28 تشرين الأول.
وقد أعلنت أبل في الربع الماضي عن أرباح وصلت إلى 6.9 مليار دولار من بيع ما يقارب 31.2 مليون جهاز أيفون، و 14.6 مليون جاهز أيباد، و3.8 مليون جهاز ماك. حيث بلغ دخل الشركة في ذلك الربع 35.4 مليار دولار.
وبعدما أعلنت الشركة هاتفيها الجديدين، الأيفون 5إس و 5سي، باعت منهم تسعة مليون جهاز خلال ثلاث أيام فقط من نزولهم إلى الأسواق، وبما أن الجهازين الجديدين نزلا للأسواق في أخر عشر أيام من الربع، فإن تأثيرهم الحقيقي لن يظهر إلى في الربع الأول من 2014.
تتوقع الشركة أرباحها ضمن الحدود العليا من أرباحها السابقة البالغة 34 إلى 37 مليار دولار، بالإضافة إلى هامش ربح إجمالي ضمن نفس المجال السابق البالغ 36 إلى 37%.
كانت شركة إتش تي سي أكبر مورد لهواتف الأندرويد في الولايات المتحدة عام 2010، لكنهم أعلنو عن أول خسارة ربعية لهم منذ عام 2002، حيث بلغت خسائرها 73 مليون جنيه استرليني بعد أن انخفضت المبيعات الى الثلث بمقدار 1 بليون جنيه استرليني، وكانت مبيعات الهواتف الذكية للشركة في الربع الأخير 6 مليون جهاز، وهو رقم يعطيها نسبة 2.3% من السوق العالمي الذي بيع فيه 260 مليون جهاز في الربع الأخير. وهذه المبيعات قد نقصت من رقم 6.6 مليون جهاز الذي بيع في الربع الثاني، و 8.6 مليون جهاز السنة الماضية.
وقد باعت الشركة حديثا قسم فيديو الهواتف المحمولة المسمى Saffron Digital بمبلغ 48 مليون دولار ولم تحصل على أي ربح منه، و ستبيع باقي الأسهم التي تملكها في شركة سماعات الرأس Beats بمبلغ 285 مليون دولار، الأمر الذي سيعطيها 85 مليون دولار أرباح بعد أن كانت قد دفعت مبلغ 300 مليون دولار ثمنا ل51% من الأسهم في الشركة، ويمكن تجد نفسها بحاجة إلى أن تجد شريكا أو اندماجا جديدا لتنقذ نفسها.
تربعت شركة بلاكبيري في يوم من الأيام على عرش عالم الهواتف الذكية، عندما باعوا أول جهاز لهم في عام 1999.
وفي عام 2003 قدمو الجهاز المحمول الذكي الذي نعرفه الأن، الذي يدعم تقنية إيصال البريد الالكتروني، والرسائل النصية وتصفح النترنت، لكن بعد وصول أبل و أندرويد عانت شركة بلاكبيري و لم تستطع أن تواكب السوق المتغير، الأمر الذي أدى إلى أعلانها أنها سوف تخرج من سوق الهواتف الذكية للمستهلكين. يمكن أن تبيع بلاكبيري إما جزء أو كامل الشركة إلى شركة تكنولوجيا عملاقة أخرى، ومن الشركات التي تتناقش على تقديم العروض: غوغل، سيسكو وساب.
بالإضافة فإن بلاكبيري قد سرحت حوالي 300 موظف من فروعها الأساسية هذا الأسبوع ضمن خطة تخفيض التكاليف التي ستخفض القوة العاملة في الشركة بنسبة 40%.
كانت سوني في الأون الأخيرة في صعود مستمر عندما حقق جهازها الأخير نجاحا أكبر من سابقه.
عندما كانت الشركة سوني إريكسون كانت ممتلكاتها من التكنولوجيا مثل حساس الكاميرا الخاص لسوني متوفر أيضا لمصنعي الهواتف الأخرين، وكانت سوني إريكسون تحصل عليه في نفس الوقت مع باقي المصنعين.
الأن وبعد شراء حصة إريكسون من شركة سوني إريكسون سيساعد هذا الأمر الشركة بتطوير موقعها بشكل ملحوظ حيث ستتوافر ممتلكاتها من التكنولوجيا مثل التطبيقات والخدمات والقطع التي طورتها بنفسها الأمر الذي سيعطيها ميزة تنافسية.
تملك الشركة حاليا 6.5 إلى 7% من فيمة السوق، وتهدف إلى أن تكون ثالث أكبر مصنع للهواتف الذكية في المستقبل القريب، أي أن تمتلك 20% من قيمة سوق الهواتف الذكية.
كانت قيمة نوكيا في يوم من الأيام تصل إلى 149.4 مليار دولار في السوق، لكنها لم تستطع مواكبة توجه السوق في مجال الهواتف الذكية، كما حصل مع بلاكبيري، وقد وافقة في أب الماضي على بيع قسم الهواتف لديهم إلى شركة مايكروسوفت بمبلغ 7 ىمليار دولار بعد أن شاهدوا تدني مبيعات أجهزتهم الذكية.
بيت القصيد من هذا كله أنه مع التغير السريع في عالم التكنولوجيا، يجب على الشركات أن تكون على إطلاع دائم على اتجاهات السوق وعلى التقنيات الجديدة التي تلقى رواجا بين المستهلكين، لأنه من السهل أن تفشل شركة كانت في يوم من الأيام تتربع على القمة تخسر مستهلكيها المخلصين بسبب تكنولوجيا جديدة ظهرت في السوق.