الحيوانات المجترة
يمكننا أن نشاهد غالباً ، في كل مدينة كبيرة ، تماثيل مقامة للحاكم ، أو القادة العسكرين أو رجال العلم ، أو آخرين
ممن نعتبرهم ذوي فائدة جمة للجنس البشري أو لامتهم . وقد يكون لهذه التماثيل ، في أحوال عديدة، مغزى يفوق
شهرة الأشخاص الذين أقيمت لهم وقد أقيم في إحدى المدن الأمريكية تمثال (( بقرة )) ؛ وربما يكون انطباعاً الأول
الضحك من هذا ، ولكنها حقيقة فكرة رائعة ؛ فالبقرة واحدة من أكثر الكائنات فائدة للبشرية ، وما دامت توجد البقرة ،
فلابد من أن نعترف بذلك . إن ( الثور ) و ( البقرة ) هما اكثر الحيوانات المستأنسة أهمية للأنسان ، ويكاد يكون لبن
البقرة ، اكثر ما نستهلكه من ألبان ، كما أننا نأكل من لحوم البقرة اكثر من أي نوع آخر . وبالإضافة إلى هذا النواتج
الرئيسة ، يأتي الجلد والمخصبات ( على هيئة سماد أو مسحوق العظم ) ، وأخيراً العمل في الحقل . وقد لا نشاهد اليوم
أبقاراً كثيرة تعمل . ومنذ ومن ليس بعيد . كانت الأبقار حيوانات جر هامة ( الجر العربات والمحاريث وما لديها ) .
فالأبقار ، والأغنام ، والماعز والوعول ، والجمال من الحيوانات ذات الحوافز الواحد المشقوق أو فردية الأصابع
Perissodactula ) . كما ينتمي للحيوانات المجترة ، عدد كبير من الحيوانات البرية ، والتي يجمعها معاً معدة ، ونظام
هضمي معقد .
تصنيف الحيوانات المجترة
تكون الحيوانات المجترة، مع الخنازير وفرس البحر، رتبة الثدييات المعروفة بزوجية الأصابع، والتي يمكن تقسيمها إلى
ستة فصائل . تراجيوليدي أو غزال الفأر : وهي حيوانات صغيرة مجترة، ذات أنياب طويلة بالفك العلوي، ومعدة مكونة
من ثلاث غرف، وليس لها قرون . والأرجل رفيعة ، ذات حوافر رقيقة . وتعيش أفراد هذه الفصيلة في آسيا وإفريقيا ،
ويعتبر كانشيل الملايو ، الذي ينتمي لهذه الفصيلة ، أصغر الحيوانات الحافرية، والذي لا يزيد حجمه على أرنب بري،
وارتفاعه عند الكتفين على 20سم . موسديدي غزال السمك : ويعيش أفرادها في غابات آسيا الجبلية، وتتميز بأنياب
طويلة على الفك العلوي، وليس لها قرون ، كما توجد على بطن الذكور، غدة تحتوي على إفرازات نفاذة الرائحة
.
كاميليدي : فصيلة الجمال واللاما : وهي حيوانات تختلف إلى حد كبير، عن بقية الحيوانات المجترة، وتوضع أحياناً في
تحت رتبة منفصلة تسمى تيلوبودا . وليس لهذه المجموعة قرون، والمعدة مكونة من ثلاث ( وليس أربع ) غرف،
والأقدام مميزة، حيث تنتهي كل منها بإصبعين ، ويرتكز ثقل الحيوان على مفصلين لكل إصبع، مما يؤدي إلى غياب
الحافر الحقيقي. وهناك نوعان من الجمال، ذو السنامين والجمل العربي ، والأول فقط معروف بحالة برية. أما اللاما
والألباكا، فهما طرازان مستأنسان للجواناكو البري . وتعيش هذه الحيوانات في المناطق الجبلية لأمريكا
الجنوبية .
فإذا اخذ هذا المضغ طريقة أثناء تناول الطعام ، فيستغرق هذا ، بالإضافة إلى البحث عن الغذاء ، وقتاً طويلاً، مما يعرض هذه الحيوانات لهجمات الوحوش المفترسة . أن ما تفعله الحيوانات المجترة ، هو التهام السريع ، وامتلائها بغذاء غير ممضوغ. ثم تعيد ابتلاعه مرة أخرى . وتعرف هذه العملية بالاجترار RUMINATING ، أو إعادة مضغ الغذاء . وتتهيأ الأسنان والمعدة لهذا النوع من الغذاء فالأسنان الأمامية مصممة للامساك بالحشائش وتمزيقها ، بينما صممت الأسنان الخلفية لطحنه . أما المعدة ، فهي مقسمة إلى عدد من الغرف . وربما قد انحدرت أبقارنا المستأنسة من البقر العملاق المعروف بالاوروكس والمنقرض حالياً ، والبقر السلتي الذي استأنسه الإنسان في نهاية العصر الحجري . أما الزيبو أو البقر ذو السنم الهندي ،فله اصل ثابت . وبالنسبة إلى الأغنام ، فانه من الصعب التعرف على اصلها ، ومن المحتمل أن تكون قد انحدرت من عدة أنواع آسيوية ، بالإضافة إلى الخروف البري الأوروبي .وقد تم استئناس عدة أنواع في ذلك الوقت ،لاستخدامها في نفس الغرض الذي استخدمت فيه الأغنام .
الأسنان
لا يوجد لغالبية الحيوانات المجترة بالفك العلوي أسنان أمامية (قواطع وأنياب ) ، وانما توجد مكانها منطقة لحمية صلبة ،تقوم الأسنان الأمامية للفك السفلي ، بقضم وتمزيق الحشائش و أوراق . .الشجار عليها .أما الأسنان الخلفية (الضروس الأمامية والخلفية )، فلها سطوح منبسطة ذات حواف صلبة ، وتقوم بطحن الغذاء أثناء مضغ الحيوان له .
معدة الحيوان المجتر يتم ابتلاع الغذاء دون مضغ، ويختزن في الكرش الأول حتى يمتلئ ويبدأ الحيوان في الاجترار .ثم يمر الغذاء إلى المعدة الثانية ، حيث تتم تجزئته إلى كور تدفع إلى الفم حيث تمضغ ..
وعندما يعاد ابتلاع الطعام، يمر إلى أم التلافيف التي تقوم مقام المرشح ، فتسمح فقط للطعام الجيد الطحن والسائل القوام بالمرور إلى المعدة الرابعة ، حيث تبدأ عملية الهضم .
عملية الاجترار
هي الطريقة العجيبة التي تهضم بها بعض الحيوانات الطعام ، وهي تشمل الثور، والغنم، والمعز، والوعل، والغزال، والزراف، والهجين ، والجمل . وهذه الحيوانات لا تمضغ الطعام في الحال ، بل تبتلعه من صحيحاً، وتختزنه في الكرش الأول ، وهو واحد من الغرف الأربع المكونة للمعدة . ويمر الطعام بعد ذلك عند الاسترخاء ، من الكرش الأول ، إلى الغرفة الثانية المسماة المعدة الثانية للمجترات حيث يضغط إلى كتل ملتفة، ترجع إلى فم الحيوان ثانية . والآن يمضغ الطعام، ويبتلع للمرة الأخيرة، ثم يمر إلى الغرفتين التاليتين اللتين يكونان المعدة الحقيقية ( المعدة الثالثة ، والرابعة للحيوانات المجترة ) ، حيث يبدأ الهضم الحقيقي، ثم يمر الغذاء بعد ذلك إلى الأمعاء . ( صورة 10 : أقدام الحيوانات المجترة، بعدد زوجي ( اثنان أو أربعة ) من الأصابع . فهي تشبه في هذه الخنازير، التي تجمعها معها رتبة زوجية الأصابع والتي تعني ذات الأصابع الزوجية. وتنتهي القدم في رتبة ذات الحوافر والأصابع الفردية الحصان ، وحيد القرن ) بإصبع أو ثلاث أصابع .