القرود تستطيع اجراء عمليات حسابية
تعددت أبحاث العلماء حول القردة وعلاقتها الوثيقة بالإنسان بصفتها أقرب المخلوقات إلى البشر من حيث الطباع، والشبه وغير ذلك، وأجريت الكثير من الدراسات حول أدمغة البشر والقرود، لاكتشاف الفروق الفردية بين الاثنين، ووجدت تشابها كبيرا بينهما، بل أن هناك بعض الدراسات أثبتت تفوق قردة الشمبانزي على البشر في اختبارات الذاكرة.
وفي نفس الصدد، كشف علماء من جامعة "ديوك" الأمريكية أن أبحاثهم التي ترتكز على تحليل القدرات الدماغية للقردة، أظهرت نتائج مدهشة على صعيد قدرة تلك المخلوقات على إجراء عمليات الحساب الذهنية، والتي أتضح أنها تعادل تقريباً قدرات البشر.
وأوضح العلماء في تقرير لهم أن نتائج اختبار ذهني لجمع الأعداد أظهر تعادلاً في النتائج بين القردة وتلامذة المدارس الثانوية الذين خضعوا للاختبار عينه.
واعتبر المشرفون على الدراسة أن أهميتها تكمن في إثباتها للمرة الأولى قدرة القردة على إجراء الحسابات الذهنية، علماً بأن العديد من الاختبارات السابقة كانت قد أكدت قدرتها على إجراء الحسابات العملية دون مصاعب.
وقالت إليزابيث برانون وجيسيكا كانتلون، وهما مختصتان بعلم الأعصاب في جامعة "ديوك،"، وفقا لموقع CNN، إن نتائج هذا البحث ستساعد على إضاءة جانب غير معروف من عملية نشوء وارتقاء الأجناس الحية، وقد يثبت أيضا وجود قدرة مشتركة سابقة للنشوء لدى مختلف المخلوقات، تسمح لها بإجراء عمليات الحساب الذهنية دون مشاكل.
الجدير بالذكر أن اختبارات يابانية كانت قد أظهرت الشهر الماضي أن حيوانات الشمبانزي تتفوق على البشر البالغين على مستوى الذاكرة القصيرة.
وتمكن العلماء من إجراء اختبارت على عدد من حيوانات الشمبانزي الصغيرة وبعض الطلاب، وتضمنت المهام تذكر مواقع أرقام على شاشة كمبيوتر والتمكن من معرفة ترتيب ظهورها بشكل صحيح.
وأشارت الدراسة إلى أن العلماء كانوا يعتقدون أن الشمبانزي لا يمتلك قدرة البشر في الذاكرة والمهارات العقلية الأخرى.
ومن جانبه، قال تسورو ماتسوزاوا وهو كبير باحثين في جامعة كيوتو اليابانية، إنه لم يحدث أن "تخيل أحد أن الشمبانزي خاصةً في هذه السن الصغيرة الذي لم يتعد الخامسة من العمر، يمكن أن تبلي بلاء أحسن من البشر في اختبارات الذاكرة.
وأوضح الدكتور ماتسوزاوا أنهم بعد انتهاء الاختبارات، اكتشفوا أن الشمبانزي الصغير في العمر أبلى بشكل عام بلاء أفضل من أمهات الشمبانزي والطلاب البالغين، وكان الطلاب أبطأ من جميع حيوانات الشمبانزي في ردة فعلهم خلال الاختبارات، ثم تلاعب الباحثون بتوقيتات ظهور الأرقام على الشاشة من أجل مقارنة الذاكرة التي تعمل لدى البشر بنظيرتها لدى الشمبانزي.
وخلصت الدراسة إلى أن الشمبانزي الصغير في العمر لديه ذاكرة فوتوغرافية تمكنه من تذكر أي مشهد بصري مركب خلال طرفة عين، وهو شيء موجود لدى الأطفال لكن يتدهور مع تقدم العمر.
الشمبانزي أقرب الحيوانات إلى الإنسان
أكد علماء أمريكيون أن الشمبانزي هو أقرب الحيوانات إلى الانسان، مؤكدين أن هذه الدراسة تقدم المزيد من الدعم للفرضية التي تقول إن الإنسان والشمبانزي من *** واحد، لأنهما لا يشتركان فقط في الجينات المتشابهة للغاية، ولكنهما يشتركان في أوقات توالد متشابهة أيضاً.
ومن جانبه، أشار سوجين يي عالم الأحياء الذي قاد فريق البحث إلى أن معظم علماء الأحياء يعتقوا أن الشمبانزي والإنسان كانا يشتركان في سلف واحد قبل حوالي 5 إلى 7 ملايين عام.
وأوضحت الدراسة أن الاختلاف في معدلات الارتقاء بين الإنسان والشمبانزي تجعلنا نعتقد أن صفات الجنس البشري مثل طول العمر، بدأت في الارتقاء منذ مليون عام فقط، وهي فترة قصيرة في تاريخ الارتقاء.
وأفادت الدراسة أنه بمرور الوقت قد تباطأ التطور الفردي للنوع الذي نشأ منه الإنسان، والتطور الفردي يفسر الوقت الذي يمر بين الجيل الواحد والذي يليه، وتباطؤه عند الإنسان أتاح له تطوير مخ كبير، كما أن ودورة التطور الفردي عند الإنسان أبطأ بنسبة 3 % فقط عنها عند الشمبانزي، ولكنها 11 % أبطأ من الغوريلا.
تشابه بين دماغي القرد والإنسان
وفي هذا الإطار، أفادت دراسة حديثة بأن هناك الكثير من التشابه بين نشاطات دماغى القرد والإنسان، مؤكدة أن الأبحاث التى أجروها على قردة من نوع الـ"كابوشين" أظهرت بأن لدى هذه الحيوانات براعة يدوية تضاهى تلك التى للإنسان.
وأشار علماء فى كلية حيرام بولاية أوهايو، إلى أن لدى هذا النوع من القردة نظاماً اجتماعياً معقداً وقدرات ذهنية لا تتوفر عند غيرها من الحيوانات.
وأجري البروفوسور كيمبرلى فيليبس والباحثة اليانا ليلاك دراسة على 13 من هذه القردة بواسطة الرنين المغناطيسى لمعرفة حجم الألياف العصبية التى تربط بين جزئى الدماغ عندها، حيث تبين بأن هذا الجزء عند ذكور قردة الـ"كابوشين" أصغر حجما منه عند الاناث، وبأن القردة التى تستخدم اليد اليمنى تكون أدمغتها أصغر من أدمغة نظرائها التى تستعين باليد اليسرى عند الاستخدام