الستر، صفة لله ( الستار ) يحبها في خلقه، ولا تتجلى إلا في أوليائه الصالحين أو أولئك الذين تفيض قلوبهم بمحبة الخير والود والنقاء ويأملون الستر من الله والثواب، الستر عافية وطوق نجاة لمن أراد السلامة.
إستر على من استأنس بذنبه وقبحت سريرته وانصحه نصح المتحابين.
إستر على العاصي كما ربه أحاطه بستره، ولاتهتك ستر الله عليه.
حتى ذلك الذي أحسنت إليه فغشك بلؤمه وطاب له مكره وزانت له خديعته ، ليكن سترك لوجه الله سلاحك كما كشف لك سره وصرفك عنه و جعلك تعجل عليه بذنبه ، دعه يزوّر حقيقته للملأ ويحدثهم بحديث مفترى ويقسم بأغلظ اليمين وذلك مخرج الظالمين ، فقد يشغله الله بحياة أخرى ويتوب فيتوب الله عليه أو يفضحه على يد غيرك ولو بعد حين وستبدي الأيام للمخدوع ماكان جاهلا.
الستر خصلة تطيب للطاهرين و تسمو بها أرواحهم، هي لهم سعادة ورضا ، تضيئ لهم جنبات كل طريق يسلكونه، تلوّن حياهم بألوان الطيف الزاهية.
جميلٌ أن تتخلق بالستر من غير وهن ولا ضعف، موقناً بحسن أدبك وعظيم تربيتك فكل إناء بما فيه ينضح ، والأجمل أن يكون سترك رهبا ورغبا بما عند الله ( ولفضل الله أكبر )
إستر ووجه وجهك للذي فطرك، ولاتكون من الشامتين، الدهر كفيل بتقويم كل من أساء إليك أو إلى غيرك أو من رأيته مبتلىً بذنوبه وشهواته، أو محتالاً على خلق الله.
إستر وأعرض وكفى، فلست بمربٍ لهم، أما هم ( فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ) فإن الله يمهل ولايهمل ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون ).
ودمتم بستر من الله .