لي صديقة
يأتيني الناس طمعاً
وتأتيني هي حباً
ولو انفض الناس من حولي
تكون هي موطني وسكني
وبجانبي هي الأشد قرباً
وتغنيني عن كل الخلق
في قلبي قصرها
فاقت ما عرفت من البشر طهراً
ظننتها ملاكاً من سماء ربي
ضحكت
وقالت:
بل أنا لك
يا من أحبني صدقاً
ولها يخط قلمي كل حرف
وأكتب له من الحب شعراً
تأسرني بين عينيها
وكل ما فيها
أذوب فيه عشقاً
جميلة هي
وتأتيني بالنظرة من حسنها
فيقول أهل العلم:
إن بي سحراً
يذوب فيها قلبي
وهمسها
يكون لي خمراًُ
لي صديقة
هي شهرزاد
يوم يكون في يدي سيفي
وهي ليلى لقيس
حين ينبض بالحب حرفي
وهي طبيبتي
إذا رأتني في مرضي
في حضن روحها
تسهر بي ليلي
وهي فرحة في عين طفل
إذا ناديتها:
يا صغيرتي
وهي كيوم عيد
إذا أهديتها وردتي
تبكي من الفرحة بها
ومن سعدها
تنزل من الفرحة دمعتي
إذا أردت منها رأياً لأمري
تكون هي معلمتي
وهي أميرة على حصاني الأبيض
إذا رأيت على وجه القمر فرحتي
وتراقصني بين النجوم
فليس لعين أن تراها بين يدي
والخد فيها يرقص طرباً
ويكون مقامه على خدي
لي صديقة
في راحتيها تأتيني بفرحي
ما يمسح دمعتي إلا يدها
لو جاء يوم حزني
ومن ليل جميل
تسكنني قلبها
فينير بها قمري
اشتاق إلى ضحكتها
فتأتيني بها
كصوت بلبل يغني
ولو نامت عيني
تأتيني في نومي
تشاركني جمال حلمي
وفي صباحي
تبدأ معي يومي
أغار عليها من القمر
وأغار عليها من نفسي
أهلي هي وعشيرتي ووطني
وأمسي ويومي وغدي
وحين يسألوني عن سر سعادتي
أقول:
لأنها حبيبتي
وأعشقها
صديقتي
للشاعر
محمد همام