:cheers: :cheers: :cheers:
رمضان على الأبواب":
ما إن تلامس هذه الجملة أسماع كثير من الناس حتى تجدهم يهرعون إلى الأسواق، يقصدون المحلات التجارية في المدينة ، ولا حرج ولا غضاضة في ذلك؛ لذا كان من المناسب أن نلفت نظر القاري الكريم حال نزوله إلى السوق لشراء احتياجات رمضان إلى أمور من الأهمية بمكان حتى لا ينساها عند تسوقه:
أولاً: لا تنس آداب السوق:
فإذا ولجت قدماك سوقاً فضع هذه الآداب نصب عينيك وهي:
2- لا تكن سخاباً: والسخب هو رفع الصوت بالخصام واللجاج، فقد ورد في وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه: "ليس بفظ، ولا غليظ، ولا سخاب بالأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر"2، فلا يليق بالرجل العاقل الرزين أن يكون سخاباً يستفزه أبسط إنسان من أجل أموال معدودة.
3- غض البصر: قال الله - تعالى -: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ}3، وإن كثرة ترداد العبد على الأسواق تعرضه لرؤية ما لا يرضي الله - عز وجل -، فإن الأسواق قلَّما تسلم من مناظر محرمة، خصوصاً ما نراه من تسكع نساء هذا الزمان في الأسواق، والتبرج وإظهار الزينة دون حياء، فعلى الرجل إذا دخل السوق أن يغض بصره عما حرَّم الله عليه، فإن النظر سهم صائب إلى القلب، فاتقه تغنم.
4- المحافظة على نظافة الأسواق وصيانتها، فلا يجوز تلويثها بالأقذار والنفايات مما قد يكون سبباً في تعطيل حركة السير، ومصدراً للروائح الكريهة المؤذية فيها، وأنت تعلم أن دينك يدعوك للنظافة والمظهر الحسن في كل شيء، عافاك الله.
5- إفشاء السلام: والسلام مندوب إلى فعله مطلقاً وبخاصة في السوق؛ لكثرة من يرتاده من الناس من بائعين ومشترين وغيرهم، فينال فاعله الأجر الكثير، والثواب الجزيل كما جاء في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم))4، وقد أُثِرَ عن ابن عمر - رضي الله عنه - وغيره من الصحابة أنهم كانوا يخرجون إلى السوق لقصد السلام.
ثانياً: لا تنس احتياجات الروح:
أخي المبارك: الإنسان شيئان: روح، وجسد، ولكل غذاءه، فغذاء الجسد محله التراب، وغذاء الروح من رب الأرباب، ومن الملموس أن جمعاً غفيراً من الناس يهتمون بجانب الجسد على حساب الروح، وهذا الأمر بحد ذاته جد مشين، ولذا نوصيك عند تسوقك وشراءك لاحتياجات شهرك أن لا تغفل شراء متطلبات الروح فأنت أحوج ما تكون إليها، وشهر رمضان أعظم محل لها، وإني لا أظن مسلماً إلا وقد أولاها اهتمامه، وجعلها ضمن أولوياته، لكن نسردها في هذا المقام من باب التذكير والتنويه فمن ذلك:
- المصحف لك ولكل فرد في العائلة.
- الأشرطة النافعة والكتب المفيدة، وأخص منها: حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة، ليكن رفيق جيبك المفضل.
- السواك فإنه مطهرة للفم، مرضاة للرب.
فما أجمل أخي: أن تصحبك هذه الأمور في شهر رمضان فهي غذاء لروحك، وبلسم لقلبك، وزكاة لنفسك
يا خادم الجسم كم تسعى لخدمتـه أتعبت نفسك فيما فيه خسران
أقبل على النفس واستكمل فضائلها فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
تسوَّق بهدوء، ونحن داعين لك في الختام أن يجعل الله شهرك حافلاً بالطاعات، والرحمات، والمكرمات.