من هو اليتيم الحقيقى؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
احنا دائما لما نتحدث عن التيم,نذكر من هو اباه متوفى او الثنين معا لكن عمرنا ما فكرنا ان احنا نقول عن احد والده و والدته احياء كلمة "يتيم" لماذا؟.... عشان احنا اتعودنا على كده...............
اذا كان "اليتم" يعنى وفاة الاب او الاثنين معا.. الا ان هناك من الابناء من يزال ابويه على قيد الحياة, ولكنهم يعايشون اليتم و تظهر عليه اثارهم... وده بيجى من نتيجة انفصال الابوين او انشغال كل منهم بعمله معتقدا ان كسب المال و العمل على زيادته سيجعل ابنه سعيدا و ايضا الذى يترك بلده طمعا فى تكوين الثروة عشان يحسن مستوى المعيشة دون التوازن بين حاجة الابناء المادية و المعنوية,ظنا من هذا الاب انه بذلك سيملك الدنيا ولكنه بذلك يحعل ابنه يتعرف باصدقاء السوء وينغمر معهم فى شهواته وملذاته و هذا لكثرة المال وسيعميه ايضا عن معرفة ما هو حلال و ما هو حرام وخاصة اذا كانت الوالدة سيدة اعمال وزى مابيقولوا "ليها وزنها فى المجتمع" ,وهذه النماذج يسمونها"حاضرون غائبون" ..
والابن فى هذه الحالة لا يقل حرمانا عن اليتيم الحقيقى ,بل ان اليتيم الحقيقى تمتد اليه الايادى الحانية من كل مكان اما اليتيم الحقيقى من يهجره ابوه و يهمله و هو على قيد الحياة,فانها اشد مرارة,وبكده الاب هيكون ضيعه من ناحيتين:
بحرمانه له من الابوة الكاملة من حب وحنان....و الاخرى بانه هيمنع اليادى الحانية من العطف عليه.........
فكيف ترق القلوب الى ابناء قست قلوب ابائهم عليهم؟؟؟
ولعل كثييييرا من الجرائم الاخلاقية التى نراها اليوم والتى تصيب الشباب من ادمان و علاقات غير مشروعة و زواج عرفى... هو نتيجة طبيعية اهمال الاباء وتضيعهم الامنة التى اودعها الله لهم
كفالة اليتيم من أعظم أبواب الخير التي حثت عليها الشريعة الإسلامية قال الله تعالى: ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) سورة البقرة الآية 215 .
وقال تعالى وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) سورة النساء الآية 36 .
ووردت أحاديث كثيرة في فضل كفالة اليتيم والإحسان إليه منها : عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما ) رواه البخاري قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث: [قال ابن بطال : حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك]، ثم قال الحافظ ابن حجر: وفيه إشارة إلى أن بين درجة النبي صلى الله عليه وسلم، وكافل اليتيم قدر تفاوت ما بين السبابة والوسطى وهو نظير الحديث الآخر بعثت أنا والساعة كهاتين ) الحديث ].
ما تكون به كفالة اليتيم
وكفالة اليتيم تكون بضم اليتيم إلى حجر كافله أي ضمه إلى أسرته، فينفق عليه، ويقوم على تربيته، وتأديبه حتى يبلغ؛ لأنه لا يتم بعد الاحتلام والبلوغ، وهذه الكفالة هي أعلى درجات كفالة اليتيم حيث إن الكافل يعامل اليتيم معاملة أولاده في الإنفاق والإحسان والتربية وغير ذلك ، وهذه الكفالة كانت الغالبة في عصر الصحابة كما تبين لي من استقراء الأحاديث الواردة في كفالة الأيتام، فالصحابة رضي الله عنهم كانوا يضمون الأيتام إلى أسرهم،
وعن عمارة بن عمير عن عمته أنها سألت عائشة رضي الله عنها: في حجري يتيم أفآكل من ماله؟ فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أطيب ما أكل الرجل من كسبه وولده من كسبه) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن.
وتكون كفالة اليتيم أيضاً بالإنفاق عليه مع عدم ضمه إلى الكافل كما هو حال كثير من أهل الخير الذين يدفعون مبلغاً من المال لكفالة يتيم يعيش في جمعية خيرية أو يعيش مع أمه أو نحو ذلك، فهذه الكفالة أدنى درجة من الأولى، ومن يدفع المال للجمعيات الخيرية التي تعنى بالأيتام يعتبر حقيقة كافلاً لليتيم وهو داخل إن شاء الله تعالى في قول النبي صلى الله عليه وسلم
أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ) .
وكفالة اليتيم المالية تقدر حسب مستوى المعيشة في بلد اليتيم المكفول بحيث تشمل حاجات اليتيم الأساسية دون الكمالية، فينبغي أن يتوفر لليتيم المأكل، والمشرب، والملبس، والمسكن، والتعليم بحيث يعيش اليتيم حياة كريمة، ولا يشعر بفرق بينه، وبين أقرانه ممن ليسوا بأيتام .
ولا بأس أن يشارك أكثر من شخص في كفالة اليتيم الواحد.