ف شاول صوت داود فقال أهذا هو صوتك يا ابني داود. فقال داود انه صوتي يا سيدي الملك. ثم قال لماذا سيدي يسعى وراء عبده لاني ماذا عملت واي شر بيدي. والآن فليسمع سيدي الملك كلام عبده. فان كان الرب قد اهاجك ضدي فليشتمّ تقدمة. وان كان بنو الناس فليكونوا ملعونين امام الرب لانهم قد طردوني اليوم من الانضمام الى نصيب الرب قائلين اذهب اعبد آلهة اخرى. والآن لا يسقط دمي الى الارض امام وجه الرب. لان ملك اسرائيل قد خرج ليفتش على برغوث واحد. كما يتبع الحجل في الجبال
فقال شاول قد اخطأت. ارجع يا ابني داود لاني لا اسيء اليك بعد من اجل ان نفسي كانت كريمة في عينيك اليوم. هوذا قد حمقت وضللت كثيرا جدا. فاجاب داود وقال هوذا رمح الملك فليعبر واحد من الغلمان وياخذه. والرب يرد على كل واحد بره وامانته لانه قد دفعك الرب اليوم ليدي ولم اشأ ان امد يدي الى مسيح الرب. وهوذا كما كانت نفسك عظيمة اليوم في عينيّ كذلك لتعظم نفسي في عيني الرب فينقذني من كل ضيق. فقال شاول لداود مبارك انت يا ابني داود فانك تفعل وتقدر. ثم ذهب داود في طريقه ورجع شاول الى مكانه
وقال داود في قلبه اني ساهلك يوما بيد شاول فلا شيء خير لي من ان افلت الى ارض الفلسطينيين فييأس شاول مني فلا يفتش عليّ بعد في جميع تخوم اسرائيل فانجو من يده. فقام داود وعبر هو والست مئة الرجل الذين معه الى اخيش بن معوك ملك جتّ واقام داود عند اخيش في جتّ هو ورجاله كل واحد وبيته داود وامرأتاه اخينوعم اليزرعيلية وابيجايل امرأة نابال الكرملية. فأخبر شاول ان داود قد هرب الى جتّ فلم يعد ايضا يفتش عليه
فقال داود لاخيش ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك فليعطوني مكانا في احدى قرى الحقل فاسكن هناك. ولماذا يسكن عبدك في مدينة المملكة معك. فاعطاه اخيش في ذلك اليوم صقلغ. لذلك صارت صقلغ لملوك يهوذا الى هذا اليوم. وكان عدد الايام التي سكن فيها داود في بلاد الفلسطينيين سنة واربعة اشهر. وصعد داود ورجاله وغزوا الجشوريين والجرزيين والعمالقة لان هؤلاء من قديم سكان الارض من عند شور الى ارض مصر. وضرب داود الارض ولم يستبق رجلا ولا امرأة واخذ غنما وبقرا وحميرا وجمالا وثيابا ورجع وجاء الى اخيش. فقال اخيش اذا لم تغزوا اليوم. فقال داود بلى. على جنوبي يهوذا وجنوبي اليرحمئيليين وجنوبي القينيين. فلم يستبق داود رجلا ولا امرأة حتى يأتي الى جتّ اذ قال لئلا يخبروا عنا قائلين هكذا فعل داود. وهكذا عادته كل ايام اقامته في بلاد الفلسطينيين. فصدّق اخيش داود قائلا قد صار مكروها لدى شعبه اسرائيل فيكون لي عبدا الى الابد
وكان في تلك الايام ان الفلسطينيين جمعوا جيوشهم لكي يحاربوا اسرائيل. فقال اخيش لداود اعلم يقينا انك ستخرج معي في الجيش انت ورجالك. فقال داود لاخيش لذلك انت ستعلم ما يفعل عبدك. فقال اخيش لداود لذلك اجعلك حارسا لراسي كل الايام
ومات صموئيل وندبه كل اسرائيل ودفنوه في الرامة في مدينته. وكان شاول قد نفى اصحاب الجان والتوابع من الارض. فاجتمع الفلسطينيون وجاءوا ونزلوا في شونم وجمع شاول جميع اسرائيل ونزل في جلبوع. ولما رأى شاول جيش الفلسطينيين خاف واضطرب قلبه جدا. فسأل شاول من الرب فلم يجبه الرب لا بالاحلام ولا بالاوريم ولا بالانبياء. فقال شاول لعبيده فتشوا لي على امرأة صاحبة جان فاذهب اليها واسألها. فقال له عبيده هوذا امرأة صاحبة جان في عين دور. فتنكّر شاول ولبس ثيابا اخرى وذهب هو ورجلان معه وجاءوا الى المرأة ليلا وقال اعرفي لي بالجان واصعدي لي من اقول لك. فقالت له المرأة هوذا انت تعلم ما فعل شاول كيف قطع اصحاب الجان والتوابع من الارض. فلماذا تضع شركا لنفسي لتميتها. فحلف لها شاول بالرب قائلا حيّ هو الرب انه لا يلحقك اثم في هذا الامر. فقالت المرأة من اصعد لك. فقال اصعدي لي صموئيل. فلما رأت المرأة صموئيل صرخت بصوت عظيم وكلمت المرأة شاول قائلة لماذا خدعتني وانت شاول. فقال لها الملك لا تخافي. فماذا رأيت. فقالت المرأة لشاول رأيت آلهة يصعدون من الارض. فقال لها ما هي صورته. فقالت رجل شيخ صاعد وهو مغطي بجبّة. فعلم شاول انه صموئيل فخرّ على وجهه الى الارض وسجد. فقال صموئيل لشاول لماذا اقلقتني باصعادك اياي. فقال شاول قد ضاق بي الأمر جدا. الفلسطينيون يحاربونني والرب فارقني ولم يعد يجيبني لا بالانبياء ولا بالاحلام فدعوتك لكي تعلمني ماذا اصنع. فقال صموئيل ولماذا تسألني والرب قد فارقك وصار عدوك. وقد فعل الرب لنفسه كما تكلم عن يدي وقد شق الرب المملكة من يدك واعطاها لقريبك داود. لانك لم تسمع لصوت الرب ولم تفعل حمو غضبه في عماليق لذلك قد فعل الرب بك هذا الامر اليوم. ويدفع الرب اسرائيل ايضا معك ليد الفلسطينيين وغدا انت وبنوك تكونون معي ويدفع الرب جيش اسرائيل ايضا ليد الفلسطينيين. فاسرع شاول وسقط على طوله الى الارض وخاف جدا من كلام صموئيل وايضا لم تكن فيه قوة لانه لم ياكل طعاما النهار كله والليل
ثم جاءت المرأة الى شاول ورأت انه مرتاع جدا فقالت له هوذا قد سمعت جاريتك لصوتك فوضعت نفسي في كفّي وسمعت لكلامك الذي كلمتني به. والآن اسمع انت ايضا لصوت جاريتك فاضع قدامك كسرة خبز وكل فتكون فيك قوة اذ تسير في الطريق. فأبى وقال لا آكل. فالحّ عليه عبداه والمرأة ايضا فسمع لصوتهم وقام عن الارض وجلس على السرير. وكان للمرأة عجل مسمّن في البيت فاسرعت وذبحته واخذت دقيقا وعجنته وخبزت فطيرا ثم قدمته امام شاول وامامعبديه فأكلوا. وقاموا وذهبوا في تلك الليلة
وجمع الفلسطينيون جميع جيوشهم الى افيق. وكان الاسرائيليون نازلين على العين التي في يزرعيل. وعبر اقطاب الفلسطينيين مئات والوفا وعبر داود ورجاله في الساقة مع اخيش. فقال رؤساء الفلسطينيين ما هؤلاء العبرانيون. فقال اخيش لرؤساء الفلسطينيين أليس هذا داود عبد شاول ملك اسرائيل الذي كان معي هذه الايام او هذه السنين ولم اجد فيه شيئا من يوم نزوله الى هذا اليوم. وسخط عليه رؤساء الفلسطينيين وقال له رؤساء الفلسطينيين ارجع الرجل فيرجع الى موضعه الذي عيّنت له ولا ينزل معنا الى الحرب ولا يكون لنا عدوا في الحرب. فبماذا يرضي هذا سيده. أليس برؤوس اولئك الرجال. أليس هذا هو داود الذي غنّين له بالرقص قائلات ضرب شاول الوفه وداود ربواته
فدعا اخيش داود وقال له حيّ هو الرب انك انت مستقيم وخروجك ودخولك معي في الجيش صالح في عينيّ لاني لم اجد فيك شرا من يوم جئت اليّ الى اليوم واما في اعين الاقطاب فلست بصالح. فالآن ارجع واذهب بسلام ولا تفعل سوءا في اعين اقطاب الفلسطينيين
فقال داود لاخيش فماذا عملت وماذا وجدت في عبدك من يوم صرت امامك الى اليوم حتى لا آتي واحارب اعداء سيدي الملك. فاجاب اخيش وقال لداود علمت انك صالح في عينيّ كملاك الله. الا ان رؤساء الفلسطينيين قالوا لا يصعد معنا الى الحرب. والآن فبكر صباحا مع عبيد سيدك الذين جاءوا معك واذا بكرتم صباحا واضاء لكم فاذهبوا. فبكر داود هو ورجاله لكي يذهبوا صباحا ويرجعوا الى ارض الفلسطينيين. واما الفلسطينيون فصعدوا الى يزرعيل
ولما جاء داود ورجاله الى صقلغ في اليوم الثالث كان العمالقة قد غزوا الجنوب وصقلغ وضربوا صقلغ واحرقوها بالنار وسبوا النساء اللواتي فيها. لم يقتلوا احدا لا صغيرا ولا كبيرا بل ساقوهم ومضوا في طريقهم. فدخل داود ورجاله المدينة واذا هي محرقة بالنار ونساؤهم وبنوهم وبناتهم قد سبوا. فرفع داود والشعب الذين معه اصواتهم وبكوا حتى لم تبق لهم قوة للبكاء. وسبيت امرأتا داود اخينوعم اليزرعيلية وابيجايل امرأة نابال الكرملي. فتضايق داود جدا لان الشعب قالوا برجمه لان انفس جميع الشعب كانت مرّة كل واحد على بنيه وبناته. واما داود فتشدد بالرب الهه
ثم قال داود لابياثار الكاهن ابن اخيمالك قدم اليّ الافود. فقدّم ابياثار الافود الى داود. فسأل داود من الرب قائلا. اذا لحقت هؤلاء الغزاة فهل ادركهم. فقال له الحقهم فانك تدرك وتنقذ. فذهب داود هو والست مئة الرجل الذين معه وجاءوا الى وادي البسور والمتخلفون وقفوا. واما داود فلحق هو واربع مئة رجل ووقف مئتا رجل لانهم اعيوا عن ان يعبروا وادي البسور. فصادفوا رجلا مصريا في الحقل فاخذوه الى داود واعطوه خبزا فاكل وسقوه ماء واعطوه قرصا من التين وعنقودين من الزبيب فاكل ورجعت روحه اليه لانه لم ياكل خبزا ولا شرب ماء في ثلاثة ايام وثلاث ليال. فقال له داود لمن انت ومن اين انت. فقال انا غلام مصري عبد لرجل عماليقي وقد تركني سيدي لاني مرضت منذ ثلاثة ايام. فاننا قد غزونا على جنوبي الكريتيين وعلى ما ليهوذا وعلى جنوبي كالب واحرقنا صقلغ بالنار. فقال له داود هل تنزل بي الى هؤلاء الغزاة. فقال احلف لي بالله انك لا تقتلني ولا تسلمني ليد سيدي فانزل بك الى هؤلاء الغزاة. فنزل به واذ بهم منتشرون على وجه كل الارض يأكلون ويشربون ويرقصون بسبب جميع الغنيمة العظيمة التي اخذوا من ارض الفلسطينيين ومن ارض يهوذا. فضربهم داود من العتمة الى مساء غدهم ولم ينج منهم رجل الا اربع مئة غلام الذين ركبوا جمالا وهربوا. واستخلص داود كل ما اخذه عماليق وانقذ داود امرأتيه. ولم يفقد لهم شيء لا صغير ولا كبير ولا بنون ولا بنات ولا غنيمة ولا شيء من جميع ما اخذوا لهم بل رد داود الجميع. واخذ داود الغنم والبقر. ساقوها امام تلك الماشية وقالوا هذه غنيمة داود
وجاء داود الى مئتي الرجل الذين اعيوا عن الذهاب وراء داود فأرجعهم في وادي البسور فخرجوا للقاء داود ولقاء الشعب الذين معه. فتقدم داود الى القوم وسأل عن سلامتهم. فاجاب كل رجل شرير ولئيم من الرجال الذين ساروا مع داود وقالوا لاجل انهم لم يذهبوا معنا لا نعطيهم من الغنيمة التي استخلصناها بل لكل رجل امرأته وبنيه فليقتادوهم وينطلقوا. فقال داود لا تفعلوا هكذا يا اخوتي لان الرب قد اعطانا وحفظنا ودفع ليدنا الغزاة الذين جاءوا علينا. ومن يسمع لكم في هذا الامر. لانه كنصيب النازل الى الحرب نصيب الذي يقيم عند الامتعة فانهم يقتسمون بالسوية. وكان من ذلك اليوم فصاعدا انه جعلها فريضة وقضاء لاسرائيل الى هذا اليوم ولما جاء داود الى صقلغ ارسل من الغنيمة الى شيوخ يهوذا الى اصحابه قائلا هذه لكم بركة من غنيمة اعداء الرب. الى الذين في بيت ايل والذين في راموت الجنوب والذين في يتّير والى الذين في عروعير والذين في سفموث والذين في اشتموع والى الذين في راخال والذين في مدن اليرحمئيليين والذين في مدن القينيين والى الذين في حرمة والذين في كور عاشان والذين في عتاك والى الذين في حبرون والى جميع الاماكن التي تردد فيها داود ورجاله
يتبع