زمان كانت الحياة اجمل زمان كانت اسماؤنا احلى .. زمان كانت اخبار الثامنة اقل دموية .. ومذاق الشمس في افواهنا اطيب .... كانت غمزة سميرة توفيق اكثر مشاهد التلفزيون جرأة .. والصحف تنشر كل اسماء الناجحين بالبكالوريا .
كانت الجارة تمد يدها فجرا من خلف الباب بكوب من الشاي الساخن للزبّال فيمسح عرقه ويستريح ليشر الشاي .. لم نكن نعرف اننا يوما سنخلع جهاز التلفزيون من شروشه ونحمله في جيوبنا .. كانت القضامة المالحة توصف علاجا للمغص والبوط الصيني في مقدّمة احلام الطلبة المتفوّقين ... والمانيا بلد الأحلام .
والتلفزيون يغلق شاشته في موعد محدّد مثل اي مطعم .... حين كانت اقلام البك الأحمر هي الوسيلة الوحيدة للحب .. قبل اختراع الموبايلات .. كانت البوت تكاد لا تخلو من فرن ابو حجر الحديدي .. والأمهات يعجن الطحين في الفجر ليخبزنه في الصباح ..
كان مسلسل ــ وين الغلط ــ لدريد ونهاد يجمع الناس مساءا ومباريات محمد علي كلاي تجمعهم في سهرات الثلاثاء .... كانت الناس تهنّي او تعزّي بكيس سكر ابو خط احمر وزن مئة كيلوجرام .... كانت الأمهات يحممن الأولاد في الطشت .. كان الأنترنيت رجما بالغيب لم يتوقعه أحذق العرّافين ... ولوحدّثت احدا يومها عن العدسات اللاصقة لاعتبرك مرتدا او زنديقا تستحق الرجم .
حين كان مذاق الأيام اشهى .. والبرد يجعل اكف التلاميذ حمراء .. ترتجف فيفركونها ببعضها .
كانت لهجات الناس احلى .. وقلوبهم اكبر
وطموحاتهم بسيطة .. كان الموظفون ينامون قبل العاشرة ... والثلج لم يكن يخلف موعده السنوي
كـــانــــت الحياة اكثر .. فقرا ... وبردا .... وجوعا
لكنـــــــــــــــها كـــــــانت دائما .... خضراء