قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [ البقرة . 183 ]
وقال تعالى : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ
فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) [ البقرة . 185 ]
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (
من صام رمضان إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ،
و من قام ليلة القدر إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) ..
أسعد الله أوقاتكم بكل خير .. و كل عام و أنتم بألف خير ..
مرّت الليالي و توالت الأيام , و تعاقبت الشهور , و انصرم العام , و دار الزمان دورته ..
ولكم أن تتخيلوا , أو تروا بأم أعينكم .. ما يحدث في هذه الأيام من سباق الناس و تهافتهم ..
على محلات المواد الغذائية استعدادا لشهر رمضان المبارك ..
و هذه من نعم الله علينا , فـ لله الحمد و له الشكر على نِعمه ..
لكن مع هذا يتحتم علينا , عندحلول , شهر القرآن , شهر الخيرات و البركات ..
الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنة الثمانية و تغلق فيه أبواب النار .. و الذي فيه تصفّد .
الشياطين ,, الشهر الذي أوله رحمة , و أوسطه مغفرة , و آخره عتق من النار ..
الشهر الذي فيه أفضل ليالي الدنيا ,, و منها ليلة خير من ألف شهر , ألا و هي ليلة القدر ..
قال الله سبحانه و تعالى ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ )
[ سورة القدر . 1 ]
هذا الشهر الذي لله في كل ليلة من لياليه , عتقاء من النار ..
جعلني الله و إياكم من عتقائه من النار ..
وفيه تضاعف الحسنات .. فيا بخت من استغنم هذه الفرصة , و تزوّد من الطاعات ,,
مثل الإكثار من تلاوة القرآن ,, و المحافظة على الصلاة في أوقاتها ..
و الصدقة , و صلة الأقارب و الأرحام ,, و التسامح فيما بيننا , و التحلّي بالخلق الحَسن ..
و الكف عن إيذاء الناس .. و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .. و الإكثار من النوافل ..
فهذه من أفضل العبادات .. في غير رمضان , فكيف في رمضان والحسنات تضاعف ..
ولكن وللأسف ان البعض , يجعلون من هذا الشهر الكريم , متنزّه ..
وقد يشغلون أوقاتهم .. ما بين الأسواق .. و الحدائق , و المقاهي ..
و خلف الشاشات , لمتابعة الأفلام , و المسلسلات و المسابقات , و الملهيات ..
و قد أغفلوا هذا الشهر بما فيه من كرامات .. ليمر مرور الكرام , و على هذا الحال ينقضي رمضان ..
الليل سهر إلى الفجر , و النهار سبات إلى الفطور .. ثم يرحل رمضان و تبقى الحسرة و الندم ,
حيث لا ينفع الندم ..
و أخيراً , أوصيكم و نفسي بالتزود من خيرات هذا الشهر , فإننا لا نعلم على من يعود
لاباس من الترويح عن النفس لكن اغتنام الفرصة وتزود من الطعات اولى
نسأل الله أن يبلغنا جميعاً و يوفقنا لصيامه و قيامه ,
اللهم يا مقلب القلوب و الأبصار , ثبّت قلوبنا على دينك