افتتحت الجلسة الثانية لمؤتمر دبي الرياضي الدولي السابع التي أدارها
حامد الحارثي من قناة أبوظبي الرياضية، وعنوانها "اللاعب المحترف ومواثيق
السلوك" مساء اليوم الجمعة، بعرض لشريط فيديو عن أكاديمية كرة القدم بنادي
برشلونة الأسباني "لاماسيا".
وبعدها تحدث ساندرو روسيل رئيس نادي
برشلونة قائلاً "الأكاديمية بدأت عملها من 33 سنة، وهناك لاعبين الآن
شاركوا فيها واعتزلوا الآن، ومنذ شهر لعبنا مباراة رسمية بأحدى عشر لاعباً
كلهم من أبناء النادي، وهذا كان حلم عشنا من أجله طويلاً في النادي، ولكن
الأكاديمية ليست من أجل كرة القدم فقط، لكن من أجل أن تساهم في بناء شخصية
اللاعب على الجانب الإنساني أيضاً وليس كرة القدم فقط".
وأضاف "هدفنا في الأكاديمية ليست تربية اللاعبين للفوز فقط، لكنهم نربيهم
ليؤمنوا باللعب النظيف وبالصدق بهدف بناء المجتمع، وإذا كان لاعب واحد سئ،
فسيكون قدوة ربما للكثيرين من اللاعبين الآخرين، ولهذا لابد من بناء
اللاعبين إنسانياً إلى جانب بناءه رياضياً".
ورداً
على وجود عقوبات على اللاعبين في حالة تجاوزهم أخلاقياً وهل هناك بنود خاصة
بهذا في تعاقدات اللاعبين، قال روسيل "لا يمكن وجود مثل هذه الأشياء في
العقود، لكن كل العقود يضع فيها نسبة مئوية 1%، يذهب نصفها إلى المنظمات
الإنسانية مثل (اليونيسيف)، والنصف الآخر يذهب لمساعدة لاعبي الكرة في
العالم الذين لا يجدوا الفرصة المثلي لتطوير مستواهم".
وعن التأكد من سلوكيات اللاعب قبل التعاقد مع اللاعبين إلى جانب مستواه
الرياضي، قال روسيل "بالتأكيد ونسأل كل من حول اللاعب من أصدقاءه وأسرته،
عن سلوكه وما يفعله في حياته قبل التعاقد معه، خافيير ماسكيرانو وفابريجاس
يأتيان إلى النادي بالمواصلات العامة، وهذا يؤكد أن اللاعبين لا يسعون
دائماً إلى المال".
ورداً على سؤال عن منع اللاعبين
من الحديث عن انفصال كتالونيا عن أسبانيا ومدريد، قال روسيل "لا نفرض على
اللاعبين الحديث في أشياء معينة دون أخرى، فهم أحرار في مذاهبهم السياسية،
ونحترم كل الآراء لأنها حياتهم الشخصية، وكرة القدم تجمع بين كاتالونيا
وأسبانيا".
وعن أمثلة لمواقف سلوكية للاعبين تعامل
معهم نادي برشلونة، قال روسيل "يمكننا متابعة سلوكيات لاعبي برشلونة داخل
الملعب، وهناك غرامات مالية قاسية توقع على اللاعبين إذا حصلوا على إنذار
داخل الملعب، ولا توجد نسبة لتلك الخصومات".
وأضاف
"نطالب اللاعبين دائماً بزيارات لمساعدة الأطفال سواء في المستشفيات أو
غيرها، وكل رأس سنة ميلادية، كل اللاعبين نذهب إلى مستشفي مختلفة في
برشلونة، لنمنح كل لاعب هدية، والنجوم الكبار يعطون هدايا قيمة، وهناك طبيب
أخبرنا بعد زيارتنا لأحد مستشفيات سرطان الأطفال، أن عدداً من الأطفال
تحسنوا صحياً ونفسياً بعد تلك الزيارة".
وعن سر
تجديد برشلونة لتعاقده مع تشافي وبويول رغم كونهم فوق 30 سنة لمدة 4 سنوات،
قال روسيل "لأن مستواهم جيد ولأنهما سلوكياً رائعين، ويمكنهما مساعدة
أكاديمية برشلونة مستقبلاً".
وعن مبالغة بعض
اللاعبين في قيمة عقودهم، قال رئيس نادي برشلونة، "لا يمكنني الحديث عن هذا
في حضور ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي للكرة، لأني لا أعرف إلى أي
مدى وصل الاتحاد الأوروبي لحلول لهذا الموضوع الذي طالبنا بلاتيني بمحاربته
في وقت سابق، لكن الأمر معقد ولا أعرف كيف نحاربه".
ثم تحدث محمد ثاني الرميثي رئيس لجنة دوري المحترفين الإماراتي، عن تجربته
مع نادي الجزيرة قائلاً "واجهت سلوكيات اللاعبين في الجزيرة بتحدي كبير
بتطبيق الاحتراف داخل وخارج الملعب، وإقناع اللاعبين به مع وجود كافة أوجه
الدعم الأخرى، وهذه كانت أصعب شئ بالنسبة لنا، والحمدلله وصلنا لمرحلة
راضيين عنها وحققنا هدفنا ونافسنا على البطولات، وآخر 5 سنوات فزنا ببطولات
وأصبحنا ضمن أفضل 5 فرق في الإمارات".
وأضاف "ركزنا
على الفريق الأول، ومعه التركيز على الأكاديمية وزرع الفكر الاحترافي لدي
اللاعبين في سن 11 سنة، ووجهنا لاعبين صغار إلى أوروبا للتدريب، والآن
لدينا لاعبين منهم بالفريق الأول، وكلهم ممتازون ونحن مرتاحون بالوصول إلى
أهدافنا حتى الآن، ولم نصل بعد إلى تحسين سلوك اللاعب خارج الملعب في بعض
الأحيان، مثل حوادث السير وغيرها، وأعتقد إننا خلال السنوات الخمس المقبلة،
سنرى ارتقاء أكبر".
ضرب الرميثي مثلاً بالبرازيلي
ريكاردو أوليفيرا محترف الجزيرة قائلاً "أوليفيرا من اللاعبين الممتازين
داخل وخارج الملعب، ونحن حريصين على ضرب المثل به أمام صغار النادي ليكون
قدوة لهم، لكن هناك لاعبين آخرين لم نفكر في التجديد معهم بسبب سلوكياتهم
خارج الملعب".
وعن الرابطة، قال "لدينا تحديات كبيرة
داخل الرابطة، وعلينا العمل بالتنسيق مع الأندية، لتطبيق الاحتراف بصورته
الكاملة، والمسابقة تسير في التوقيتات المطلوبة، ولدينا تحديات مستقبلية
نحاول من خلالها تطوير أداء الأندية وتحقيق نتائج أفضل آسيوياً، وليكون
الدوري الإماراتي أفضل 5 مسابقات محلية داخل القارة الآسيوية".
قال الرميثي أيضاً، "أنا متأكد على تركيز الأندية على سلوك لاعبيها داخل
وخارج النادي، وطموحنا أكبر وبلا نهاية كما يطالبنا دوماً صاحب السمو الشيخ
محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي".
وعن الخطط المستقبلية لتطوير الاحتراف في الإمارات، قال الرميثي "نجرى
مناقصة قريبة عن الرعاية وحقوق البث التليفزيوني للسنوات الثلاثة المقبلة،
ونحاول زيادة نسبة التواجد الجماهيري".
اختتم
الجلسة عبدالله سعيد النابودة رئيس مجلس إدارة شركة الأهلي لكرة القدم،
بالحديث عن تجربته مع ناديه الأهلي، قائلاً "مشكلة الأندية أن الموهبة تغلب
على السلوكيات، وهذا حادث منذ سنوات، وربما تلاشت في السنوات الأخيرة بعض
الشئ مع تطبيق الاحتراف، ولما توليت مسؤولية الأهلي، كان التركيز على
السلوكيات موجود، وهناك كثير من اللاعبين يوقعون أول عقد احتراف، تختلف
عقليته عن اللاعبين القدامى وقت تطبيق الاحتراف للمرة الأولى، أن المفاهيم
تغيرت ونعيش حالياً عصر احتراف أفضل، لكننا لم نصل بعد للمثالية لأن
لاعبينا لم يعيشوا بعد عقلية الاحتراف الكاملة".
وأضاف "حرصنا في الأهلي على وجود عقوبات قاسية على السلوك في العقود الأولى
للاعبين، وتلك العقود تقل من عام لآخر، وهناك 3 بنود رئيسية يوصي عليها
اتحاد الكرة في عقود اللاعبين، بخلاف اللائحة الداخلية التي نحرص على
تطبيقها كاملة، ومنها ما يعاقب السهر والمشروبات الكحولية والتدخين،
لتأثيرها المباشر على أداء اللاعبين، ولهذا نعمل فحوصات دائمة للقلب والدم
والتنفس، لمعرفة مدى التزام اللاعبين بالتعليمات الموضوعة".
وتابع "من أصعب الأشياء، مراقبة اللاعب خارج الملعب ونعتمد على محبي
النادي لتوصيل أي معلومات عن سلوكيات اللاعبين في الخارج، ونواجه اللاعبين
بما يصلنا ونوقع عليهم العقوبات وفقاً للائحة الموضوعة".
على أي مدى لاحظت تأثر سلوك اللاعبين على أدائهم داخل الملعب، قال
النابودة "إذا لم يكن اللاعب غير ملتزم داخل أو خارج الملعب يقل عطاءه، وفي
بعض الأحيان يتم إلغاء عقد اللاعب بسبب سلوكياته داخل أو خارج الملعب،
وعندنا في الإمارات نحاول زرع القيم النبيلة في شخصية اللاعبين من الصغر".
كان قد افتتح المؤتمر عصر اليوم الجمعة، الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل
مكتوم رئيس هيئة الثقافة بدبي، تحت شعار "قيم الاحتراف.. بين الفكر
والتطبيق"، بحضور كوكبة من ألمع نجوم الرياضة والإعلام في العالم والخليج.