بعد إنتظار دام 23 عاماً .. نجح المنتخب الإنجليزي في تحقيق الفوز على منتخب السامبا البرازيلية 2-1 في المباراة التي جمعت بين الفريقين مساء الأربعاء على ملعب ويمبلي في إحتفال الإتحاد الإنجليزي بمناسبة مرور 150 عاماً على إنشاءه.
تقدم روني للإنجليز في الدقيقة 27 وتعادل البديل فريد للبرازيل في الدقيقة 48 ،قبل أن ينجح البديل الإنجليزي لامبارد في إحراز هدف الفوز في الدقيقة 60.
قدم المنتخب الإنجليزي واحدة من أفضل مبارياته خلال الفترة الأخيرة خاصة على مستوى الهجوم ،ويعود أخر فوز للإنجليز على البرازيل إلى عام 90 بهدف سجله جاري لينكر.
في وقت فشل فيه المنتخب البرازيلي في إقناع محبيه بعد أداء مخيب للآمال تحت قيادة سكولاري العائد لقيادة الفريق ،ودقت هذه المواجهة ناقوس الخطر للبرازيليين من أجل تصحيح الأوضاع قبل كأس القارات في يونيو المقبل.
ولم ينجح رونالدينيو في تقديم أوراق إعتماده من جديد في أول ظهور له بعد غياب إستمر عاماً كاملاً،وأهدر ركلة جزاء في مباراته رقم 100 التي يخوضها مع الفريق ،وأجبر سكولاري على إستبداله مع بداية الشوط الثاني.
فضل روي هودجسون مدرب منتخب الأسود الثلاثة الدخول بطريقة 4-3-3 ،حيث دفع بالرباعي الدفاعي اشلي كول وكاهيل وسمولينج وجونسون ،وإعتمد على الثلاثي ويلشيري وجيرارد وكليفرلي في الوسط للحد من إنطلاقات البرازيليين،وأوكل المهام الهجومية للثلاثي والكوت وروني وويلبيك.
حاول سكولاري في أول ظهور له مع منتخب السامبا بعد عودته مؤخراً لقيادة الفريق المزج في تشكيلته بين عدد من الأسماء القديمة وبين مجموعة النجوم الجدد معتمداً على طريقة 4-3-3 ،حيث دفع بكل من داني الفيس وديفيد لويز ودانتي وأدريانو في الدفاع ،أمامهم الثلاثي راميريز وأوسكار وباولينيو في الوسط ، ودفع بالثلاثي رونالدينيو ونيمار وفابيانو في الهجوم.
المباراة لم تعرف دقائق جس النبض ودخل كل فريق باحثاً عن الفوز بقوة وكأنها ليست مباراة ودية ،وقبل أن تمر الدقيقة السادسة أهدر نيمار فرصة محققة عندما إنفرد بالمرمى إثر تمريرة من أوسكار لكنه فشل في السيطرة على الكرة.
المنتخب الإنجليزي بدأ اللقاء بقوة في الهجوم وحصل على 3 ركنيات في أول ثمان دقائق ،وشكلت كراته العرضية بعض الخطورة على مرمى المخضرم جوليو سيزار .
إعتمد المنتخب الإنجليزي في هجومه على إنطلاقات ويلبيك ووالكوت في الجناحين وويلشير وكليفيرلي في العمق بحثاً عن إيجاد ثغرة في الدفاع البرازيلي الذي نجح في التعامل مع معظم هذه المحاولات.
وضح تركيز الهجوم البرازيلي على الهجوم المرتد معتمداً على سرعة ومهارة لاعبي خطه الأمامي وقدرتهم على نقل الهجوم بسرعة ،لكن عدم ظهور رونالدينيو بالشكل المتوقع وغياب فابيانو عن الصورة وإستهتار نيمار حال دون تهديد مرمى جو هارت بشكل فعال.
في الدقيقة 19 أرسل رونالدينيو كرة عرضية إرتطمت بيد ويلشير داخل منطقة الجزاء ليحتسبها الحكم ركلة جزاء ،وبدلاً من أن يدشن رونالدينيو عودته للمنتخب البرازيلي بهدف ،سدد الكرة في يد المتألق جو هارت مهدراً فرصة التقدم للسامبا.
الرد الإنجليزي جاء سريعاً بهجمة منظمة نجح من خلالها ويلبيك في إختراق الدفاع البرازيلي للمرة الأولى ودخل منطقة الجزاء من الجهة اليسرى إثر تمريرة رائعة من ويلشير لكنه سدد الكرة أعلى المرمى.
مالت كفة المباراة بشكل واضح للمنتخب الإنجليزي الذي نجح في السيطرة على منطقة الوسط بفضل تألق القائد جيرارد والثنائي ويلشير وكليفيرلي ونجاحهم في إحباط كافة المحاولات البرازيلية في تهديد مرماهم،وساعدهم على ذلك عدم معاونة راميريز وباولينيو في الهجوم.
نجح الإنجليز في ترجمة تفوقهم في الدقيقة 27 لهدف بعد هجمة ناجحة إنطلق فيها ويلشير في العمق وأهدى تمريرة رائعة للمنطلق خلف المدافعين والكوت لكنه سدد الكرة في قدم الحارس سيزار لتتهيأ أمام روني الذي لم يجد صعوبة في تسديدها بالمرمى معلناً عن تقدم الإنجليز.
لم تكن ردة الفعل البرازيلية على الهدف جيدة وإستسلم نجومه للتفوق الإنجليزي في منطقة الوسط ،وظل الفريق بعيداً عن المناطق الهجومية ولم يظهر من الفريق في هذه اللحظات سوى أوسكار الذي حاول جاهداً بناء الهجمات في ظل غياب جماعي للاعبي الوسط والهجوم للفريق ،وفي الدقيقة 37 إنطلق أوسكار في الجبهة اليمنى وأرسل عرضية رائعة لنيمار غير المراقب في مواجهة المرمى لكنه أطاح بالكرة أعلى العارضة.
حالة المنتخب البرازيلي في الشوط الأول دفعت سكولاري لإجراء 3 تغييرات بإشراك لوكاس مورا وأروكا وفريد بدلاً من رونالدينيو وراميريز وفابيانو، في وقت أجرى فيه هودجسون تغييرين لم يكونا في وقتهما في ظل تفوق الفريق بإشراك لامبارد وليتون بينس محل كليفيرلي واشلي كول.
عادت الحيوية والنشاط لأداء البرازيليين وظهروا بشكل أفضل بعد شوط أول للنسيان ،وقبل مرور 3 دقائق نجح البديل جين من إدراك التعادل نتيجة خطأ قاتل من كاهيل لتتهيأ الكرة أمام فريد على حدود منطقة الجزاء الذي سدد لكرة قوية فشل هارت في التصدي لها لتعلن عن التعادل في الدقيقة 48.
سادت حالة من الإرتباك صفوف الإنجليز عقب الهدف ،وكاد البديل فريد أن يضيف الهدف الثاني في الدقيقة 50 من تسديدة أكثر من رائعة إرتدت من القائم.
لم يستغل المنتخب البرازيلي هذه الحالة ومنح الفرصة للمنتخب الإنجليزي للعودة بعدما أعاد تنظيم صفوفه ونجح في إستعادة خطورته التي كان عليها في الشوط الأول وهدد مرمى سيزار في أكثر من مناسبة حتى نجح البديل لامبارد في وضع الإنجليز في المقدمة من جديد عندما تهيأت الكرة أمامه على حدود منطقة الجزاء سددها مباشرة في المرمى لترتطم في القائم الأيسر وتسكن الشباك في الدقيقة 60.
تدخل كلا المدربين مجددا ،فدفع هودجسون بملنر ولينون محل ويلبيك ووالكوت ،بينما دفع سكولاري بجين ولويس فيلبي وميراندا بدلاً من باولينيو وأدريانو ديفيد لويز.
التغييرات الكثيرة التي أجراها هودجسون نجحت في الحفاظ على التفوق الإنجليزي وإن كان مستوى الأداء قد إنخفض نسبياً،بينما لم تأت تغييرات سكولاري بجديد رغم البداية القوية للفريق في الشوط الثاني،وتراجع مستوى الفريق بشكل أكبر مع إقتراب اللقاء من نهايته.
مرت الدقائق الأخيرة دون جديد وسط محاولات على إستحياء من البرازيليين لكنها لم تشفع لهم لينتهي اللقاء التاريخي بفوز إنجليزي.