أخــــــــي
للأستاذ /سيد
قطب رحمه الله
أخي أنت حر وراء السـدود أخي أنت
حر بتلك القيــود
إذا كنت بالله مستعصمـــا
فماذا يضيرك كيد العــبيد
أخي ستبيد جيوش الظـلام ويشرق
في الكون فجر جديد
فأطلق لروحـك أشواقــها تر
الفجر يرمقـنا من بعيـد
أخي إن ذرفت علي الدموع وبللت
قبري بها في خشوع
فأوقد لها من رفاتي الشموع
وسيروا بها نحو مجـد تليد
أخي إن نَمُت نلق أحبـابنا
فروضات ربي أعـدت لنا
وأطيارها رفرفت حـولنا فطوبى
لنا في ديار الخلود
وقد أرسل الشاعر محيي الدين
عطية نزيل السجن إلى الأستاذ سيد قطب نزيل مستشفى السجن بيتين من الشعر ردًا على
أبياته الأولى التى هى بعنوان بعنوان
(أخي)
فقال محيي الدين عطية مخاطبًا سيد قطب.
أخي هل تراك سئمت الكفاح وألقيت عن كاهليك السلاح؟
فمن للضحايا يواسي الجراح ويرفع رايتها من جديــد؟
وقد رد الأستاذ سيد قطب رحمه
الله على هذين البيتين فقال:
أخي إنني ما سئمت الكفــاح ولا أنا ألقيت عني
الســلاح
وإن حاصرتني جيوش الظلام فإني على ثقة بالصـــباح
وإني على ثقة من طريقــي إلى الله رب السنا والشـروق
وإن عضني الشوك أو عافني فإني أمين لعهدي الوثــيق
أخي أنت حرٌ وراء السدود أخي أنت حرٌ بتلك القيود
إذا كنت بالله مستعصما فماذا يضيرك كيد العبيد
أخي ستبيد جيوش الظلام و يشرق في الكون فجر جديد
فأطلق لروحك إشراقها ترى الفجر يرمقنا من بعيد
أخي قد أصابك سهم ذليل و غدرا رماك ذراعٌ كليل
ستُبترُ يوما فصبر جميل و لم يَدْمَ بعدُ عرينُ الأسود
أخي قد سرت من يديك الدماء أبت أن تُشلّ بقيد الإماء
سترفعُ قُربانها ... للسماء مخضبة بدماء الخلود
أخي هل تُراك سئمت الكفاح و ألقيت عن كاهليك السلاح
فمن للضحايا يواسي الجراح و يرفع راياتها من جديد
أخي هل سمعت أنين التراب تدُكّ حَصاه جيوشُ الخراب
تُمَزقُ أحشاءه بالحراب و تصفعهُ و هو صلب عنيد
أخي إنني اليوم صلب المراس أدُك صخور الجبال الرواس
غدا سأشيح بفأس الخلاص رءوس الأفاعي إلى أن تبيد
أخي إن ذرفت علىّ الدموع و بللّت قبري بها في خشوع
فأوقد لهم من رفاتي الشموع و سيروا بها نحو مجد تليد
أخي إن نمُتْ نلقَ أحبابنا فروْضاتُ ربي أعدت لنا
و أطيارُها رفرفت حولنا فطوبى لنا في ديار الخلود
أخي إنني ما سئمت الكفاح و لا أنا أقيت عني السلاح
و إن طوقتني جيوشُ الظلام فإني على ثقة ... بالصباح
و إني على ثقة من طريقي إلى الله رب السنا و الشروق
فإن عافني السَّوقُ أو عَقّنِي فإني أمين لعهدي الوثيق
أخي أخذوك على إثرنا وفوج على إثر فجرٍ جديد
فإن أنا مُتّ فإني شهيد و أنت ستمضي بنصر جديد
قد اختارنا الله ف دعوته و إنا سنمضي على سُنته
فمنا الذين قضوا نحبهم ومنا الحفيظ على ذِمته
أخي فامض لا تلتفت للوراء طريقك قد خضبته الدماء
و لا تلتفت ههنا أو هناك و لا تتطلع لغير السماء
فلسنا بطير مهيض الجناح و لن نستذل .. و لن نستباح
و إني لأسمع صوت الدماء قويا ينادي الكفاحَ الكفاح
سأثأرُ لكن لربٍ و دين و أمضي على سنتي في يقين
فإما إلى النصر فوق الأنام وإما إلى الله في الخالدين