صمت اللسان
الصمت هو الامتناع عن الكلام وكتم للصوت ولكنه لا يعني أنك صنم وإنما أنت حي الفكر والمشاعر سليم الحواس ، ولكن الصمت قرار من نفسك وامتناع برغبة ليس مجبور عليه من احد إلا من سلطان ضميرك الذي آثر الصمت علي الخوض في معارك كلامية وصراعات علي أمور دنيوية تحتاج فيها إلى سوق أدلة حتى وإن كانت غير صحيحة وتمسك بها كسلاح لكسب المعركة حتى وإن كنت علي خطأ ,,, في مثل هذا الموقف صمت اللسان أولى من الحديث .
صمت اللسان يعتبر فترة استراحة يراجع الإنسان فيها نفسه ويخاطبها بكل صراحة ويلومها بكل قسوة ويعلو صوت العقل والضمير علي صوت الشهوات ليرغمها علي اتباع طريق الحق بعيدا عن الناس .. هنا نحتاج إلى فترة سكون وهدوء حتى تسمع النفس الصوت من داخلها .. أي صمت اللسان .
صمت اللسان هو الشئ الوحيد الذي لا تندم علي فعله لأن الكلام هو الذي يوقعك في الحرج مع الآخرين ولذلك التحكم في اللسان هو دليل علي صحوة الضمير وعلو شأن العقل عندك .. لذلك ما احوجنا لصمت اللسان .
ومن الأدلة علي ذلك أحاديث النبوة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليك بُحسن الخلُق، وطول الصمت، فوالذي نفسي بيده، ما تجمَّل الخلائق بمثلهما".
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله! أي المسلمين أفضل؟ قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده".
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: "الصلاة على ميقاتها" قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال:"أن يسلم المسلمون من لسانك".
وقالوا : الصمــت زيـن والسـكوت سـلامة فإذا نطقت فلا تكــن مكثـاراً
فـإذا نــدمت على ســكوتك فلتندمـن علـى الكلام مـراراً
ودمتم في حفظ الله من كل زلل