مفهوم الموت
الموت هو الشيء الوحيد المعروف والمشترك بين الكائنات الحيّة بحيث يتوقّف حركة الكائنات عن النمو والحركة وتخرج الروح الموجودة في الجسم ، وبعد أن تموت الكائنات الحيّة لا تستطيع الرجوع مرّة أخرى .
القبر
القبر هو أوّل منزلة من منازل الآخرة ، فإمّا تكون روضة من رياض الجنّة أو حفرة من حفر النار ، فجميع البشر الذين يموتون يوضعون في القبر ويجب أن يكون القبر أن لا يتجاوز إرتفاعهُ عن الشبر من الأرض ولا يجوز الزخرفة وتزيينهُ ، والقبر هو من الأمور التي يجب أن يخشاها الجميع لأنّ الصحابة لم يخافوا من الآخرة أكثر من القبر لأنّهُ أوّل منزلة ويحاسب فيها المسلم فإن صلح عملهُ ونجح من إجتياز القبر عندما تسألهً الملائكة عن ربّهِ ودينهِ ونبيّهِ فإن أجاب الأسئلة بنجاح وذلك طبعاً يعتمد على الأعمال التي قدّمها في الدنيا فقد نام نومة القرية ، وإن فسدت أجوبتهُ باعتماد على ما فعلهُ في الدنيا فقد خسر كلّ شيء وكان القبر قطعة من النار .
ما هي ضمّة القبر
الكثير منّا يتسائل عن الأمور التي ممكن أن تحدث للميّت بعد أن يتوفّى ، فالقبر وزياة القبور من الأمور التي تجعل الإنسان يخاف من ربّهِ ويذكّرهُ بحساب يوم القيامة فإن رأى الإنسان أنّهُ لا يخشى ولا يخاف من عذاب القبر فهذا أكبر دليل على موت القبور ، والأكثر جدلاً عمّا يحدث في القبور هي ضمّة القبر التي كانت موضع جدل والتي هناك أسئلة كثيرة منها هل المؤمنين القبر يضمّهم أو الكافرين ؟ ، هل هناك مفر من ضمّة القبر ؟ ، وماذا يحدث لجسم الإنسان إذا ضمّهُ القبر ؟ ، فالحقيقة أنّ ضمّة القبر لن ينجوا منها أحد وهو أمر حق على البشر فقد قال ابن عمر رضي الله عنهُ : قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلّم : "إنّ للقبر ضغطة لو كان أحد ناجياً منها لنجا سعد بن معاذ " ، فسعد بن معاذ هو الشخص الذي إهتزّ لموتهِ عرش الرحمن ، وفتحت له أبواب السماء ولم بنجوا منها ، فما بالك بنحن !!! .
إنّ ضمّة القبر هي عبارة عن ضغط لجميع جوانب الميّت حتّى يختلف أضلاعهُ ، فهذه الضمّة جميع المؤمنين والكافرين سوف تضمّهم ، ولكن عندما نصوّر ضمّة القبر يحدث هنا الإجتهاد عن سبب الضمّة ، فالعبض يقول أنّ ضمّة القبر أنّ المؤمن لم يخلوا من الذنوب بتكون ضمّة القبر جرّاء ما إرتكبهُ في الدنيا فيضغط على المؤمن ومن بعدها ينفرج عليهِ قبرهُ ، وتختلف ضمّة المؤمنين والعصاة والكفرة ، فضمّة العاصي تكون أقوى من ضمّة المؤمن وتكون على قدر معصيتهِ والعياذ بالله وتطيل عليهِ ، والكافر يقولون بأنّ ضمّة القبر تطيل عليهِ وتبقى معهُ وتدوم والله أعلم .
خاتمة
المؤمن الحقيقي لا يجب أن يخاف من أمور التي ممكن أن تحدث في القبر وهي الضمّة لأنّها هي واقعة عليهِ لا محالة ، فالمؤمن الحقيقي لا تشغلهً هذه الأمور على قد ما يشغلهُ من النجاح في أوّل منزلة فإن نجح فيها قد فاز في الجنّة ، فهي محطّة يخاف منها المؤمنين ، فقد كان عمر بن الخطاب من شدّة حبّهِ لله عزّ وجل وللرسول وما فعلهُ في الدنيا من خير كان يقول لو سألني الملائكة من ربّك ومن دينك ومن نبيّك لأمسك الملائكة وأقول لهم وهل متّ على غير ذلك !!! ، فالمؤمن لا يخاف لأنّ قلب المؤمن مطمئن ، فأسأل لي ولكم النجاة من عذاب القبر والنجاة منها وأن تكون الجنّة لها نصيبُ منها .