قال الفلاس: "سمعت ابن أبي عدي يقول: "صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله ، كان خزازاً يحمل غداءه فيتصدق به في الطريق" . [ مجلة البحوث الإسلامية ] .
ويحكى أن ملكا من الملوك أراد أن يبني مسجدا في مدينته وأمر أن لا يشارك أحد في بناء هذا المسجد لا بالمال ولا بغيره...حيث يريد أن يكون هذا المسجد هو من ماله فقط دون مساعدة من أحد وحذر وأنذر من أن يساعد أحد في ذلك .
وفعلاً تم البدء في بناء المسجد ووضع اسمه عليه وفي ليلة من الليالي رأى الملك في المنام كأن ملكا من الملائكة نزل من السماء فمسح اسم الملك عن المسجد وكتب اسم امرأة فلما استيقظ الملك من النوم استيقظ مفزوعا وأرسل جنوده ينظرون هل اسمه مازال على المسجد فذهبوا ورجعوا وقالوا نعم اسمك مازال موجودا ومكتوبا على المسجد وقال له حاشيته : هذه أضغاث أحلام .
وفي الليلة الثانية رأى الملك نفس الرؤيا رأى ملكا من الملائكة ينزل من السماء فيمسح اسم الملك عن المسجد ويكتب اسم امرأة على المسجد وفي الصباح استيقظ الملك وأرسل جنوده يتأكدون هل مازال اسمه موجودا على المسجد ، فذهبوا ورجعوا وأخبروه أن اسمه مازال هو الموجود على المسجد !
تعجب الملك وغضب فلما كانت الليلة الثالثة تكررت الرؤيا فلما قام الملك من النوم قام وقد حفظ اسم المرأة التي يكتب اسمها على المسجد ، فأمر بإحضارها ، فحضرت وكانت امرأة عجوز فقيرة فوقفت بين يديه ترتعد فرائصها ، فسألها : هل ساعدت في بناء المسجد الذي يبنى ؟
قالت يا أيها الملك أنا امرأة عجوز وفقيرة وكبيرة في السن وقد سمعتك تنهى عن أن يساعد أحد في بنائه .
فلا يمكنني أن أعصيك . فقال لها أسألك بالله ماذا صنعت في بناء المسجد ؟ قالت والله ما عملت شيئا قط في بناء هذا المسجد إلا ... فقاطعها الملك قائلا : نعم إلا ماذا ؟
فقالت إلا أنني مررت ذات يوم من جانب المسجد فإذا أحد الدواب التي تحمل الأخشاب وأدوات البناء للمسجد مربوط بحبل إلى وتد في الأرض وبالقرب منه سطل به ماء وهذا الحيوان يريد أن يقترب من الماء ليشرب فلا يستطيع بسبب الحبل . والعطش بلغ منه مبلغا شديدا ، فقمت وقربت سطل الماء إليه ، فشرب من الماء .
هذا والله الذي صنعته . فقال الملك نعم عملت هذا لوجه الله فقبل الله منك وأنا عملت عملي ليقال : مسجد الملك ! فلم يقبل الله مني فأمر الملك أن يكتب اسم المرأة العجوز على هذا المسجد .
الواجب العملي :
افعل اليوم عملا ، لا يعلمه أحد إلا الله ، و لا تحدث به نفسك بعد ذلك ولا أحدا من الناس ، بل اجعله بينك وبين ربك ..وداوم على عمل السر لأنك ستحتاجه بعد ذلك في مواجهة عقبات الحياة .