السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العربي المغلوب على امره لم يعد يعرف ما المطلوب منه هل انتقاد الفساد الذي ينخر بلاده او معايشة الواقع او الحلم بوطن عربي خالي من النزاعات ام نشر ثقافة التسامح بين الطوائف والمذاهب ام البكاء على ثرواته ام على أداء برلمانه او على تدني مستوى التعليم في بلده ام على البطالة والفقر التي هي اهم مسئولياته ام النهوض الاقتصادي للتجارة او انتقاد الازدحام الخطوط بالمركبات ام الحصول على ماء نقي للشرب ام التدني في تقديم الخدمات الصحية او الانصدام بظهور حالة تاريخية. ام على غلا المهور ام على نسبة العنوسة المنتشرة ام على تلوث البيئة ام علي اختلاف الفتاوى الدينية والمذاهب ام تحديد هلال رمضان ويوم العيد او ضعف الانترنت او غلا الاتصالات ........ الخ كل هذه المشاكل وما خفي كان أعظم مستفحلة في الوطن العربي ولا نعلم متى ستحل وتعالج ولم نجد حلول جذرية وحقيقة لها وكأنها أورام سرطانية مستعصية لا يوجد لها علاج …..ونظل في نفس الدوامة الفكرية ونكتفي بمناقشة المشكلة الف مرة بالصحف والتلفزيون والإذاعات ووسائل الاتصال وسنظل طول أعمارنا (الجيل الحالي) في نفس الدائرة.
ربما المشكلة ليست سياسية فقط ولا اقتصادية فقط وانما ثقافية بالمرتبة الاولي فنحن العرب ورثنا جينات تجعلنا نقول اكثر مما نفعل ونتحدث اكثر مما نعمل يجب ان نعترف باننا أمة تعاني أحياناً من أعراض مرض الانتفاخ القومي بما يجلبه من إحساس مبالغ فيه بالذات ورغبة في استبعاد الآخرين والنظر إلى الغير بدونية أحياناً وبترفع أحياناً أخرى لذا يجب أن يفكر الجميع في العالم العربي أن مستقبل أطفالهم مرتبط بالتقدم الثقافي والتكنولوجي في منطقتنا، ولا بد من توافق بين الذين يعيشون في هذه المنطقة على اختلاف مذاهبهم و دياناتهم وطريقة تفكيرهم. جميعنا نحتاج العيش مع بعضنا البعض حتى نستطيع البدء بالبناء على وتر فكر الجيل الجديد والوصول إلى المكانة السابقة وأن يعم الاستقرار السياسي والاقتصادي وبالتالي الدخول إلى االقرارات العالمية ليس فقط كاتباع لهم بل أيضا كصناع قرار وحلول.
تحياتي