نبات الكرز عبارة عن شجرة معمرة يصل ارتفاعها الى حوالي 8أمتار ذات قشور بنية واوراق بيضوية وعناقيد تحمل ما بين زهرتين الى 16زهرة وثمره احمر الى أحمر قان كروية الشكل لامعة جذابة.
الجزء المستعمل من نبات الكرز: الثمار والسيقان.
يعرف الكرز باسم آخر هو القراصيا وكلمة الكرز جاءت اساساً من كلمة قراصيا والكلمتان من اليونانية يعرف الكرز علمياً باسم PRUNUS AVIUM من الفصيلة الوردية ROSACEAE.
الموطن الاصلي للكرز: الموطن الاصلي للكرز جنوب غرب آسيا وقد زرع في اوروبا حيث يزرع عادة في المناطق المعتدلة حول العالم.
المحتويات الكيميائية للاجزاء المستعملة من نبات الكرز:
تحتوي ثمار الكرز على مقادير صغيرة من الساليسيلات وجلوكوزيدات سيانوجينية وفيتامينات أ،ب1،ج ومواد سكرية ومعادن مثل الفوسفور والحديد والكالسيوم والمغنسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والزنك والنحاس والكبريت والمنجنيز والكلور والكوبلت.
اما السيقان فتحتوي على فينولات بما في ذلك حمض الساليسيليك وحمض العفص.
ماذا قيل عن الكرز في الطب القديم؟
بلغ الكرز اوج انتشاره في القرون الوسطى. وقد زعم الطبيب دسقوريدس وهو طبيب من القرن الميلادي الاول ان الكرز يفرج الريح، كما اشار العشاب جون جيرارد في القرن السادس عشر الى العادة الفرنسية بتعليق الكرز الحلو في المنازل لابعاد الحمى عن القاطنين في ذلك المنزل.
لقد كان لويس الرابع عشر مغرماً بأكل الكرز واقتطافه من الشجرة بيده. وقد انتشر الكرز في اوروبا انتشاراً كبيراً وسجل في تاريخه صفحات لطيفة مثيرة، ثم بعد ذلك انتشر في الولايات المتحدة الامريكية لما له من مزايا علاجية حتى اصبح عدد الانواع المزروعة في امريكا يزيد على 1100صنف. ويستعمل الكرز على نطاق واسع في عمل الفطائر ويستعمل عصيره في صناعة عسل وسيدر الكرز المشهور. لقد استخدمت نسوة قبائل الشيروكي بامريكا قشور نبات الكرز لتخفيف الام المخاض واستخدام الامريكيون المحليون الآخرون القشور ايضاً في علاج الكحة والزكام والبواسير والاسهال. وقد عرف المستوطنون الاوروبيون خصائص قشور سيقان نبات الكرز الطبية، وفي القرن التاسع عشر صار علاجاً واسع الاستعمال.
ماذا قال الطب الحديث عن ثمار وسيقان الكرز؟
ليس للكرز قيمة غذائية كبيرة ونظراً لان ثمار الكرز تحتوي فيتامينات ومعادن عديدة فان هذه المواد تجعله منظفاً قوياً للدم ومضاداً للسموم ومريحاً للخلايا المتعبة ومنشطاً للعضلات والاعصاب ومضاداً للتعفنات ومعززاً لفعاليات الدفاع الطبيعية في جسم الانسان ضد الامراض ومرطباً ومنظماً لافرازات العصارات بالأضافة الى كونه مدراً جيداً للبول. وملينا ومجدداً للانسجة ومقاوماً لداء المفاصل: كما تقول بعض الدراسات انه صالح لاخراج حصى المثانة وضد تخمرات الامعاء وعوارض الشيخوخة.
يعطى الكرز غير الناضج للاشخاص المصابين بمشاكل في الكبد واصحاب المعدة الضعيفة وذلك بمقدار حبتين الى ثلاث حبات.
تستخدم قشور سيقان الكرز في طب الاعشاب الاوروبي لخصائصها القابضة حيث تحتوي على العفص والمدرة للبول وهي عادة توصف لالتهابات المثانة والتهاب الكلى والأختباس البولي ولمرض النقرس، يستخدم مغلي القشور بحيث تؤخذ ملعقة صغير من المسحوق ويوضع في ملء كوب ماء مغلي ويترك لمدة عشر دقائق لينقع ثم يصفى ويشرب بمعدل كوب في الصباح وآخر في المساء.
يستعمل الكرز خارجياً ككمادات مهروسة لعلاج الصداع حيث توضع على الجبهة وتوضع على الوجه والرقبة لتقوية الجلد ومحاربة ما قد يعلق بها من فطريات:
ويجب ملاحظة الآتي:
- عدم اكل المصابين بالسمنة الكرز بعد الطعام بل بين وجبات الطعام.
- لا يستحسن اكل الكرز او حتى غيره من الفواكه قبل الاكل مباشرة لان السكر الموجود فيها يعرقل عمل العصارات المعدية ويتلفها وبخاصة عند تناول اللحوم.
- يجب عدم شرب الماء بعد اكل الكرز مباشرة حيث ان الماء ينفخ لب الكرز فتحدث اضطرابات هضمية.
- تناول الكرز على الريق يسهل عملية الهضم.
- زيت بذور الكرز يفيد دهاناً ضد الروماتيزم والدمامل والبقع الجلدية وكذلك التهاب المفاصل.
- يجب عدم اكل بذور الكرز حيث انها سامة.
الكرز قد يشكل مستقبلا العلاج لمرض السكري
يتوقع العلماء أن تصبح فاكهة الكرز، واحدة من وسائل علاج داء السكري فالمادة السكرية، وأنواع الكعك المصنوعة من تلك الفاكهة، تحتوي على مواد كيماوية يمكن أن تحرض على إفراز الانسولين الذي يساعد في السيطرة على مستوى السكر في الدم .
وحسب رأي العلماء فإن تلك الكيماويات تدعى أنتوسيانين، تتواجد بصورة طبيعية في الكرز، وهي التي تمنحه ذاك اللون الأحمر اللامع، إضافة لعدد آخر من الخضراوات، الفواك ، والورود الحمراء.
ويتواجد الانتوسيانين أيضا في العنب الأحمر، الفريز أو الفراولة، توت العليق ، الخضار، النبيذ، الخل، والشاي.. ولكن يبقى النوع الأقوى تاثيرا منه على الأنسولين، هو ذاك الموجود في الكرز تحديدا .
وحسب دراسة نشرت في عدد يناير / كانون الثاني من مجلة Journal of Agricultural and Food Chemistry ، فأن الفواكه التي تحوي على تلك المواد الكيماوية، يمكن أن تلعب دورا في خفض نسبة حدوث الأمراض القلبية.
وهذا ينطبق على مرضى السكري، حسب ما أورد الباحثون في جامعة ميتشيغان، الذين عمدوا إلى عزل مجموعة من الانتوسيانين من فاكهة الكرز، واختبارها على خلايا بنكرياسية مفرزة للانسولين، عزلت من أحد القوراض .
وكانت النتيجة أن ارتفع مستوى افراز الانسولين في تلك الخلايا بمعدل 50 بالمائة ، عندما تم تطبيق الانتوسيانين عليها.
كما لوحظ في إحدى الحالات وصول إفراز الانسولين إلى الضعف تقريبا، مع تطبيق النوع الأكثر فعالية من الانتوسيانين .
ومما لا شك فيه أن هذا يشكل نقطة مهمة لمساعدة مرضى السكري، ولكن مازال الأمر يتطلب مزيدا من التجارب على الحيوان والانسان، كي يتم التصريح والسماح بإدراجه في قائمة العلاجات الناجحة لهذا الداء الذي اصبح ينتشر بكثرة عند مختلف الأعمار والأجناس.
ومن يدري لربما يصبح الانتوسيانين مستقبلا، حجر الاساس في العلاج الجديد لداء السكري.. وحتى ذلك الحين لا يمكن الاعتماد على الكرز وحده في السيطرة على مشاكل الانسولين .
وطالما أنه ليس للانتوسيانين أي تأثير سمي على جسم الانسان، فليس هناك ضرر من تناول الكرز كجزء من حمية غذائية صحية سليمة .