إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلله فلا هادي له ، وأشهد أنّ لا إله إلا وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله ، أما بعد:
فإنّ أصدق الحديث كلام الله تعالى ، وأحسن الهدي هدي محمد وشرّ الأمور محدثاتها،وكل محدثة بدعة،وكل بدعة ضلالة ،وكل ضلالة في النار ، أما بعد:
في كل عام يأتينا ضيف عزيز علينا بالخير الكثير ، ولا يبقى معنا إلا شهرا واحدا ، ثم يفارقنا … يأتينا كل عام ، ولسنا ندري أندركه أم تأتينا المنية قبل مجيئه …فمن اغتنم أوقاته خاصة عند مجيئه ولم يضيعها غنم ، ومن ضيّع وقته في اللعب والنوم ندم …يفارقنا فيترك في قلوبنا الحسرات والعبرات … يا ترى أأعمالنا حظيت بالقبول … يا ترى أأعتقنا الله من النيران …يا ترى هل سيبلغنا ربنا رمضان …
أسأل الله العظيم أن يبلغنا رمضان ، ونحن نتمتع بالصحة ، والعافية ، والأمن ، والفراغ
كما أسأله تعالى أن لا يحرمنا من فضله وأن يمن علينا بمغفرته وعفوه
الأمة الفقيرة لعفو ربها
أم الليث
تعريف الصيام
الصيام في اللغة :
قال الشيخ العثيمين رحمه الله :"مصدر صام يصوم ، ومعناه : أمسك ، ومنه قوله تعالى :{فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما} الآية
فقوله : صوما : أي إمساكا عن الكلام بدليل قوله {فإما ترين من البشر أحدا } أي إذا لم تري أحدا فقولي {إني نذرت للرحمن صوما} يعني إمساكا عن الكلام {فلن أكلم اليوم إنسيا} ، ومنه قولهم : صامت عليه الأرض إذا أمسكته وأخفته "(1)
الصيام في الشرع:
قال الشيخ العثيمين :" فهو التّعبّد لله سبحانه وتعالى بالإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس
ويجب التفطّن لإلحاق كلمة التّعبّد في التعريف لأنّ كثيرا من الفقهاء لا يذكرونها بل يقولون : الإمساك عن المفطرات من كذا إلى كذا وفي الصلاة يقولون هي : أقوال وأفعال معلومة ولكن ينبغي أن نزيد كلمة التعبّد حتى لا تكون مجرّد حركات أو مجرّد إمساك بل تكون عبادة" (2)